قصة : إفني إلى الكناري، طريق الموت من أجل الحياة

floka

قصة واقعية تحكي تجربة الهجرة السرية لشاب من أبناء سيدي إفني تحت عنوان ” إفني إلى الكناري، طريق الموت من أجل الحياة” 

الكرامة ،الحرية ،المستقبل المشرق،،،، كلها اشياء غابت في هذا الوطن ،فذهبنا بحثا عنها في قارب العز والكرامة ،بحثا عن حياة افضل ومستقبل جيد، مغامرا بحياتي تاركا ورائي إخوة واباً وأما استعصى علي فراقهم لشدة حبي لهم ،ورغبة مني في ان اساعدهم على تخطي ويلات الزمن الذي لايسعف،لكن وكما يقال للضرورة احكام ،وبدون ذكر الجزئيات اتجهنا الى البحر وقد وضعنا امتعتنا فوق الرمال كنا 22شخصا من مختلف الأعمار،كان من بيننا تلاميذ وطلبة وحرفيون، لم تغنهم دراستهم ولا حرفيتهم شئيا،كنا من طبقات متقاربة تعددت مهننا ان لم نقل هواياتنا فهنا في أرضنا لا يوجد عمل والحياة لا ترحم و الواقع الذي نحن سجنائه يحتم علينا القيام بأمور تضع حياتنا على المحك، فالواقع يضغط علينا بكل قوة ليوجهنا إلى الموت ،مع ذلك أرفع قبعتي لكل من جازف من أجل حياة عادلة.
انها الساعة 5 فجرا تقريبا ،اتى القارب الذي سيقلنا انه اتٍ من بعيد وصار يقترب شيئا فشيئاً لقد امرنا صاحب المركب بالهدوء وعدم الركوب في القارب حتى يأمرنا بذلك ،امتتلنا لأوامره لحظة وبقينا جالسين ريتما يوظبون امتعتنا داخل القارب،بعد ذلك امرنا بالذهاب مقسمين لكن الامر اختلط فقد اراد الكل الركوب واتجهنا الى المياه فركبت الفئة الاولى ثم تحرك القارب الى الامام قليلا تم عاد ليقل الاخرين ،اتجهنا نحوه مرة اخرى والمياه كانت عميقة لأن المركب كان بعيداً قليلا ،لقد ركبنا نحن 5 اشخاص في المرة الثانية وذهب مرة اخرى لكن هذه المرة بعيدا فقد خاف رئيس القارب من انه اذا عاد مرة اخرى فسوف ينقلب القارب وبقيت مجموعة مكونة من 9 اشخاص على الشاطئ تنتظر عودة القارب لكنه لم يعد تحدث رئيس القارب الى صاحب القارب ،فقال له بأنه لا يستطيع حمل 9 اشخاص اخرين وتجادلا في الكلام لكن الرئيس أصر على موقفه وقال له بأنه يستطيع ان يحمل 4 اشخاص اخرين فقط ،ومضينا في طريقنا قليلا ،وقد اتى مركب اخر وعلى متنه 4 اشخاص و كذلك الوقود فاقتربوا منا وصعد الاشخاص الأربعة و ادخلوا الوقود ثم تحرك القارب مرة اخرى .
انه شئ غريب بالنسبة الي لكوني اول مرة اركبه ،معدتي تتحرك بكاملها ورأسي يؤلمني ولكني لم اتقيأ،لقد كان هناك هدف واحد امامي هو الوصول الى الضفة الأخرى وهو ما جعلني أقوى على كل شئ لقد بدأنا في المسير وإستأنسنا في الحديث وتمر الساعات الطوال نجلس أحيانا ونقف أحيانا أخرى وكلنا أمل على الأقل في الوصول الى اليابسة ،لم نعد نطلب شيئاً آخر وسط ظلمات المحيط الأطلسي وصدق من سماه بحر الظلمات كل شئ أسود اللون أينما وليت وجهك لا يوجد شئ سوى نوارس البحر احيانا ،او بعض الدلافين آحيانا أخرى، ومن كثرة المسير وطول الوقت اصبحت تنتابنا هواجس مخيفة،ظننا لوهلة أنننا تجوازنا الجزر،او ربما انزحنا عن المسار، لكن وبعد مرور 28 ساعة بدأت ملامح الجزر تبدو من بعيد ،لقد فرحنا كثيراً لرؤيتها ،وتمر الساعات ونقترب اكتر فأكثر الى ان وصلت الساعة 36 كنا ننظر الى الجزيرة التي بدأت كل معالمها واضحة اممنا،وبدت البنايات والقوارب وكل شئ … ،لقد لمحت بنفسي سفينة بعيدة ،لكنها تقترب شيئاً فشيئاً وقلتها فوراً ل (الرايس) فقال بصوت تملأه الحسرة انها (اللا نشة) ،اي خفر السواحل ،عندما رأيتها قادمة تلاشت كل أحلامي وتبخرت كل امالي ،تبعترث افكاري وتلعثمت في الكلام فكل ما خططت له ذهب سدى وكل ما تعبت في جمعه من منحتي الدراسية تبخر، اقتربت منا (اللانشة) لقد امرونا بأن نشغل محرك القارب لكي نقترب منهم ليستطيعوا حملنا على مثن السفينة ،ولكن لم يكن هدفهم هو حملنا ! ،بل كان الهدف من وراء ذلك هو أن يعرفوا من هو (الرايس)؟ ،ولكن لم يتحرك احد من مكانه ،فاضطروا الى رمي حبل كبير لربطه بالقارب، ربطنا الحبل بالقارب فجدبونا نحوهم صعدنا الواحد تلو الاخر ،فاخدونا الى ميناء arrecife, هناك وجدنا عددا كبيرا من الشرطة والصحافة ورجال الدرك والوقاية المدنية ، لقد تعاملوا معنا بشكل جيد واعطونا ملاءات للتدفئة ،وقد خطرت على بالي فكرة ،لقد تظاهرت بالمرض ليأخدوني الى المستشفى ،فربما اجد منفذا للهرب من هناك لكن على عكس ما تمنيت لقد اخدوني انا و صديق اخر واحكموا علينا الحراسة ،لكنهم اهتموا بنا لدرجة اني اصبحت أشك ان هناك خطب ما من كثرة الآلات التي فحصونا بها والتحاليل التي أجروها علينا اإهم اناس رائعون فعلا، ويعطون للشخص قيمة بوصفه انسان،انهم متطورون طبيا علينا بكثير ،اخدونا من المستشفى قرابة 2 بعد منتصف الليل، فاتجهوا بنا نحو مخفر الشرطة ب arrecife lanzarote ،امرونا بنزع كل ما هو زائد من ساعة او خاتم او سلسلة وحتى رباط الحذاء ،اعطونا أفرشة واغطية ،نمنا قرابة 4 ساعات ،ايقضونا على الساعة 6 صباحاً ،اخدوا بصمات ايدينا والتقطوا لنا الصور ايضاً بعد ذلك ارجعونا الى الزنازن ووزعوا علينا خبزا وبداخله جبن سيئ الطعم ،في اليومين الأولين لم نكن نأكله ولكن بعد ذلك اكلناه ،كانوا يعطوننا (كوميرة) على الساعة 7 واخرى مع 1:30 والأخيرة على الساعة 9 ليلا لمدة 5 ايام على التوالي ،واخبرنا أحد الاصدقاء اننا سنمكث في المخفر 24 ساعة فقط لأنه مر من نفس التجربة مسبقا،لكن لم يكن الأمر كذلك،فقد مر يوم التلاثاء بكامله ولم يتغير شئ ،هنا بدائنا بالمطالبة بحقوقنا بكل الوسائل المشروعة او بالأحرى الممكنة ،بدءا بالمنادات مرورا بالصراخ وانتهاءا بالضرب على الأبواب فالكل كان ينادي بكل قوة (jouis) أي القاضي.
استجابوا لمطلبنا ،يوم الأربعاء اخدونا الى المحكمة ،كنا 16 شخصا آنداك ،قسمونا إلى فريقين كل فريق مكون من 8 اشخاص في سيارة،وقد سبقتنا 3 سيارات وورائنا سيارتين ،وصلنا الى المحكمة على الساعة 10 صباحاً واستمرت الى غاية الرابعة مساءاً،كانوا ينادون علينا الواحد تلو الاخر للمثول أمام القاضي، طرحت علينا جملة من الأسئلة ،اذكر منها (في اي وسيلة اتيت،وكانت هنالك ورقة مرسوم عليها ،سفينة ثم قارب ثم طائرة )، وهل لديك شخص يقيم هنا،وما هي صفته ،كانت آمالنا كبيرة في ان يطلق سراحنا ،ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن ،فقد قضى القاضي بإرجاعنا كلنا الى المغرب بدون استثناء ،ارجعونا الى مخفر الشرطة وقضينا الليلة هناك ،في اليوم الموالي اي يوم الخميس ،اخدونا في السيارات الى الميناء وركبنا عبّارة كبيرة لا زلت اذكر اسمها (armas) اتجهت بنا الى las palmas, وصلنا قرابة الساعة 5 بعد الظهر ,هناك وجدنا ايضاً عددا كبيرا من الشرطة في انتظارنا ،فاخدونا الى مركز ايواء اللاجئين ذو الصبغة الغير سجنية baranco seco ,وكالعادة كثرة البروتوكولات اخدت وقتا طويلا ثم رافقونا الى الزنازن وجدنا فوق كل مكان منشفة وجيل استحمام وفرشاة ومعجون اسنان ،واخيراً اخدنا دشاً ساخناً بعد 7 ايام من التعب ،وصل وقت العشاء ،ولكن ليس كالعادة ،فهنا الامر مختلف ،اعطونا ،عشاءاً متنوعاً ومكون من عدة أكلات أكلنا جيداً وذهبنا للنوم ،وفي اليوم الموالي وعلى الساعة 6 صباحاً ،اتى احد الحراس وهو يدق الزنازين بقوة ويقول (médicoo) فعرفنا انه يقصد الطبيب أخدونا الى الطبيب واخدو منا حقنا من الدم بقصد اجراء التحاليل الطبية لمعرفة إذا كان اي منا يحمل مرضا معديا ورجعنا الى الزنازن واخدنا وجبة الفطور ،وبعد وجبة الفطور نادو علينا مجدداً الى الطبيب كان يقيس لنا الضغط الدموي ودقات القلب ويسألنا ان كنا نتناول ادوية معينة ،اصيب عدد كبير من الاصدقاء بالامساك نتيجة الأكل الخالي من الدسم الذي كنا نتناوله في مخفر الشرطة، مرت أيام وتأقلمنا مع الوضع بكل صراحة لقد اعجبنا الوضع وخصوصا حينما علمنا انه اذا قضينا 60 يوما داخل المركز سيتم اخلاء سبيلنا ،كان النظام داخل المركز منتظم بشكل جميل أعجب الكل يمر النهار بسرعة بين اللهو في الساحة ومشاهدة التلفاز ولعب الورق والاكل والنوم.
يوم الأحد على الساعة الحادية عشر زوالا اتت مترجمة تابعة للقنصلية المغربية ،والمفارقة الغريبة انه لاول مرة يزورنا احد موظفي القنصلية المغربية لتخبرنا انه سيتم ترحيلنا الى المغرب بعد يومين،لقد نزل الخبر علي كالصاعقة لم استطع ان اتمالك اعصابي ففرغت غضبي في البكاء قليلا ،لم استطع حتى ان اتصور نفسي في المغرب آنداك ،فقد كان املي ورغبتي في ان ابقى هناك بأي طريقة لدرجة اني احلم احيانا اني في المغرب ،فاستيقظ مذعوراً ،يوم الثلاتاء كان اليوم الاخير لنا على جزيرة ،lass palmasً اتت فرقة التدخل السريع ،لم يكونوا كافراد الشرطة العادية بل كانوا مدججين بعدة معدات لم ارها مسبقاً وكانوا جد صارمين في تعاملهم معنا ،وضعوا الأغلال في ايدينا واقتادونا الى الخارج حيت توجد سيارات الشرطة التي ستقلنا الى المطار،كالعادة قسمونا الى فوجين في كل سيارة 8 اشخاص ،وكانت تسبقنا 3 سيارات وخلفنا سيارتان ،لقد احكموا علينا الخناق ،كأننا سجناء مطلوبون دولياً وصلنا الى المطار،فوجدنا عددا كبيرا من الشرطة في انتظارنا،فتشونا من جديد ونزعوا منا كل الأشياء الفضية والمعدنية حتى الأحزمة نزعوها منا وركبنا الطائرة ،توجهت بنا نحو العاصمة مدريد ،وصلنا قرابة الساعة الحادية عشر مساء الى المطار الدولي barajas ,وكالعادة حشود الشرطة في الانتظار اخدونا الى مركز حجز الأجانب نواحي مدريد قرابة الساعة الثانية صباحا ،وزعونا على عدة زنازن لانه لم يكن هناك زنازن فارغة داخل هذا المركز يوجد تقريبا جميع الجنسيات من جميع القارات،لحسن حظنا انه في الزنزانة حيت كنا كان يوجد جزائريان وبعض المغاربة من الشمال ،لقد استأنسنا حقا برفقتهم ،وعرفنا اشياء كثيرة كنا نجهلها الى الماضي القريب ،حيث مكان الاكل يتجمع كل شعب بمفرده،وهنا رأيت روح الاخوة والتآزر بين بني شعبي لاول مرة ،الغربة أمر جميل حقاً لأنها تعلمك أمور لن تختبرها في حياتك العادية،مرت ثلاثة ايام كالبرق،نادوا علينا بأرقامنا الواحد تلو الاخر (ala fuera) حملنا امتعتنا وخرجنا الى مركز شرطة السجن ،وضعوا لنا اغلالا من الخيوط احكموها الى درجة انه يتعذر علي تحريك يدي ،وضعونا في غرفة باردة جداً كنا في الاول ما يقارب ستة اشخاص،لكن العدد بدأ في التزايد فقد اتوا باشخاص لم نرهم مسبقاً،وصل عددنا ما يقارب 22 شخصا،اخذونا مجددا الى المطار،هناك وجدنا عددا من الشرطة السرية ممن كلفوا بمرافقتنا الى المغرب وكان من بينهم ثلاث فتيات،صعدنا على متن الطائرة قرابة الساعة السادسة صباحاً.
داخل الطائرة لم يكن الامر كالمرة السالفة،هذه المرة استثنونا من الوجبات المقدمة داخل الطائرة اللهم ان لم نقل رغيفة خبز محشوة بالقليل من الطماطم والسردين والمايونيز ،مرت الرحلة في اجواء عادية،رغم حزني وألمي على العودة الى الحياة البئسية والروتين اليومي الممل والقاتل،الا انني اتذكر ان في انتظاري ابا واما وإخوة،ارى فيهم كل الوطن ارى فيهم الأمان والحنان،من نوافد الطائرة رأيت الغيوم ،لكن هذه المرة من فوق،انه شئ رائع كوني أول مرة اراه،وتستمر الرحلة الى ان حانت لحظة الوصول الى منطقة jiris هناك وجدنا حافلة بإنتظارنا،صعدنا على متنها برفقة الشرطة كالعادة،مرت بنا من عدة مناطق كلها مناطق جميلة وساحرة بطبيعتها ،وبثرواتها الحيوانية والمائية،من jiris الى los barios مرورا بقادس تم إشبيلية تم الخزيرات،كلها كانت الى الأمس القريب مناطق اسلامية بعمرانها ومآثرها وتقافثها لكن فجور وفسوق وتعنت الامراء وانغماسهم في الشهوات قادهم الى الحضيض ومغادرة تلك الارض الطيبة من الباب الضيق ،فلولا طيشهم وابتعادهم عن طريق الاسلام لكنا الآن ننعم بثروات تلك البلاد ،ولما غامرنا بأرواحنا بحثا عنها،وصلنا الى (خزيرات)صعدت بنا الحافلة على متن عبارة اقلتنا الى المغرب او الى المناطق المحتلة من المغرب ،وبالضبط مدينة سبتة ،هناك سلمتنا عناصر الشرطة الاسبانية الى نظيرتها المغربية،ادخلونا الى مخفر الشرطة،لم يكن مخفر شرطة بالضبط،فقد كان شبيها بحظيرة الاغنام ،سألونا عن جنسياتنا ان كنا مغاربة ام لا فغير المغاربة يتم إرجاعم الى اسبانيا،واطلاق سراحهم هناك،والبظبط في مدينة اشبيلية(sivilla)اخدوا اسمائنا العائلية والشخصية ليتم فحصها والتأكد من هويتنا الأصلية و ان كانت لدينا اي سوابق عدلية او مذكرات بحث وطنية ،بعد ذلك إقتادونا الى ولاية الامن بتطوان،لتبدأ فصول الاستنطاق ،لقد كنا منهكين من طول السفر وقلت النوم والجوع لقد شرحنا لهم وضعيتنا وما عانيناه أثناء السفر من الإرهاق والجوع وطلبنا منهم ان يقدموا لنا شيئا لناكله وسندفع ثمنه ،لكن لا حياة لمن تنادي ،جل ما قدموه لنا هو جملة عريضة من السب والشتم والألفاظ البديئة كلما طالب أحد منا بحقه في الخروج فور استكمال الاستنطاق والاجراءات القانونية معه،لم يخلوا سبيلنا،حتى استكملوا التحقيق معنا جميعا ،اطلق سراحنا على الساعة التاسعة مساءا،بعد استنطاق دام حاولي سبع ساعات ، توجهنا مباشرة الى احد المطاعم ،فتناولنا وجبة عشاء جماعية برفقة الاصدقاء لاخر مرة،حانت لحظة الوداع ليتخد كل منا طريقه،انها لحظة صعبة ،لحظة وداع اصدقاء ان لم نقل إخوة تقاسموا معنا شهرا من الغربة،كنا نودع بعضنا ولسان حالنا يقول ،الى اللقاء في محاولة قادمة ان شاء الله،محاولة الهرب مجددا من بلد ام حبيب احبنا واحببناه يريد ان يقدم لنا لكن لا يستطيع ففاقد الشئ لا يعطيه،هو الاخر مسجون ويعاني من الظلم واللامساواة وانعدام العدالة وحتى أبسط شروط الحياة الإنسانية الكريمة، سنلحن من جديد سمفونية الاغتراب من بلدنا الغنية الفقيرة ،الغنية بالمافيات التي لا علاقة لها بشعبنا وباللصوص واصحاب المصالح والخونة والجيطيس ،والفقيرة بثرواتها السمكية المنهوبة على مر السنين وما هجرتنا الا خلاص من عبثية مجتمع بدون افاق وآمال، فضيق الفرص وعتمة الأمل تدفع بالكثير من إخواننا الى المجهول ،فسمفونية امواج البحر اجمل من الوعود الكاذبةواية وعود فنحن شباب نريد ان نصنع انفسنا بأنفسنا لقد هربنا من الموت البطئ على اليابسة البالية،لنعانق امواج البحر المتلاطمة ،وما دامت الحكومات المتواصلة عاجزة عن فتح نوافد الأمل امام العاطلين ،ومتكالبة في رفع الأسعار،ومطبقة لسياسة (دهن السير إسير) و (باك صاحبي) ،فالبحر يحتضن الجميع ،وكلنا امام الموت سواسية. ولو كان أجدادنا الباعمرانيون يعلمون أننا سنهاجر إلى إسبانيا عبر البحر لما حاربوها أصلا فقانون التجنيس والإستغلال الإسباني أفضل بكثير من الواقع الذي نعيشه اليوم لكن حذار أن يعتقد البعض أن الشعوب تنام فالتهميش والحكرة لن يزيد أجيالنا إلا وعيا وصمودا وعزما أكيدا على النضال وتفجير ثورة تأتي على الأخضر واليابس. رحمة الله على إخواننا شهداء قوارب الكرامة الذين تنير أرواحهم كل نقطة من المحيط الأطلسي وتحرسُ كل “فلوكة” تصارع الأمواج من اجل الكرامة وعذرا أيتها الأمهات الباعمرانيات إن تركناكن في افني واصبويا وكلميم والعيون والسمارة ومستي وتيوغزة وكل جبال هذا الوطن فالبحر للرجال والحرب للرجال ونحن مستعدون لهما معا فالموت لا يعني النهاية.

                                                                                                                          بقلم يحيى الصبايو الباعمراني.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق