اختلالات في العرض تلهب أسعار الدواجن ليتجاوز سعر الكيلوغرام 17 درهما

اختلالات في العرض تلهب أسعار الدواجن
سعر الكيلوغرام تجاوز 17 درهما وكلفة إنتاجه بلغت 13 درهما بعد منع الاستيراد من فرنسا

كشف قرار منع الاستيراد الأخير، الذي اتخذته السلطات الصحية، ضد منتوجات الدجاج المستوردة منفرنسا بسبب مخاوف من أنفلونزا الطيور،
خللا كبيرا في عرض الدواجن بالسوق المحلي، ذلك أنه تم تسجيل تراجع مهم في كمية الدجاج المسوقة خلال الأسبوعية الماضيين، حسب مهنيين، ما ساهم في ارتفاع سعر بيع الكيلوغرام إلى العموم، بين 17 درهما و18، فيما وصل سعر الكيلوغرام عند الخروج من المزرعة إلى 14.15 درهما، الأمر الذي يعري نقط ضعف خطيرة بالقطاع.
وأكد محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، أن الأسبوع الماضي، شهد إنتاج ستة ملايين كتكوت لحم فقط، في الوقت الذي يجب أن يستقر الإنتاج عند ثمانية ملايين كتكوت على الأقل، من أجل ضمان تزويد السوق بحاجياتها من لحوم الدواجن، علما أن كمية الإنتاج المذكورة، تخصم منها نسبة 5 % من الوفيات لأسباب مختلفة، مشيرا إلى أنه بخلاف ما يروج حول ارتفاع حجم الإنتاج، تطورت الأسعار استجابة لمنطق العرض والطلب، بشكل كبير.
وعاينت “الصباح”، خلال جولة في المساحات التجارية الكبرى وبعض محلات التجزئة، ارتفاع أسعار منتوجات الدواجن الخام والمجهزة، التي بلغ سعر الكيلوغرام فيها 32 درهما، وهو الأمر الذي يفسره حسن، مسير محل لمنتوجات الدجاج الجاهزة، بارتفاع حجم الطلب مقارنة مع العرض، موضحا أنه سجل إقبالا خلال الشهور الأخيرة، على بعض الأصناف، من قبيل النقانق والأفخاد والقطع المتبلة، وغيرها من منتوجات الدجاج المحولة.
ويعود سبب ارتفاع الإقبال على استهلاك الدواجن، واللحوم البيضاء بشكل عام، إلى تراجع استهلاك اللحوم الحمراء خلال الفترة الأخيرة، موازاة مع صدور مجموعة من التقارير الطبية، أبرزها تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي ربط النقانق ومعجلات اللحوم بخطر الإصابة بالسرطان، علما أن متوسط استهلاك المغاربة منها يصل إلى 1.7 كيلوغرام سنويا للفرد، مقارنة مع أربعة كيلوغرامات بالنسبة إلى الفرد في الدول المجاورة، و17 كيلوغراما في بعض الدول الأوربية، وهو الأمر الذي تعلق عليه نسيمة، ربة بيت، بالقول، إن “اللحوم الحمراء تمثل خطرا على صحة الإنسان، وجميع البرامج على أثير الإذاعات، تحذر من تناولها، علما أن اللحوم البيضاء تمتاز بقلة نسبة الدهون وسهلة الهضم، كما أن ثمنها في المتناول”.
تصريح ربة البيت حول الثمن، يوضع دائما في مقارنة مع ثمن بيع اللحوم الحمراء، الذي يتراوح بين 70 درهما و90 للكيلوغرام، حسب الجودة، ولا يمكن أن يعكس متغيرات السوق الجديدة، إذ كشف أعبود في اتصال هاتفي مع “الصباح”، أن أسعار الدواجن تظل مرشحة للارتفاع مع استمرار هدر المنتوج، نتيجة تطور نسب الوفيات بسبب الأمراض وضعف جودة الأعلاف، موضحا أن معامل التحويل في الكيلوغرام بلغ 1.75 %، ذلك أن إنتاج 1.75 كيلوغرام من لحم الدجاج، يتطلب 2.15 كيلوغرام من الأعلاف، إلى جانب مصاريف الاستغلال الأخرى، من أدوية وإنارة ونظافة ويد عاملة، لتصل كلفة إنتاج الكيلوغرام إلى 13 درهما.
ونبه رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم إلى ارتفاع سعر كتكوت اللحم إلى أزيد من خمسة دراهم، في الوقت الذي لم يكن يتجاوز سعره ثلاثة دراهم فقط، مشيرا إلى أن تكلفة الإنتاج الحالية، تتنافى مع أهداف الدولة ضمن عقد البرنامج الموقع مع الفدرالية البيمهنية للدواجن، والتي تركز على بلوغ كلفة لا تتجاوز ثمانية دراهم في الكيلوغرام بحلول 2013، وهو الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن.

جودة الأعلاف… “أونسا” في قفص الاتهام
أثرت جودة الأعلاف بشكل كبير على حجم العرض في السوق، إذ تتحكم بشكل مباشر في كمية الإنتاج ونوعيته، ذلك أن ضعفها يظهر من خلال توفرها على نسبة بروتين لا تتجاوز 18 % فقط، مقارنة مع 28 % في الأعلاف المسوقة في الخارج، تحديدا في إسبانيا، علما أن البروتين هو من يتحكم في إنتاج اللحم، إلى جانب ضعف جودة المواد الأولية المستخدمة في تصنيع العلف، من قبيل الذرة والصوجا.
ويشدد مربون على أن الأعلاف المسوقة حاليا لم تخضع للمراقبة، والدليل ضعف جودتها ومردوديتها على لحم الدجاج المنتج من قبل المربين، علما أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، مسؤول مباشر عن جودة الأعلاف ومستوى السميات التي تتضمنها، وكذا مراقبة واردات المواد الأولية المستخدمة في تصنيعها.

بدر الدين عتيقي
 الصباح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق