مهرجان اللوز بتافراوت : سؤال التنمية والثقافة والفرجة

وقد تميز المهرجان في نسخته الثالثة بإعطاء الانطلاقة الفعلية لجملة من المشاريع التنموية بالمنطقة، من قبيل افتتاح دار اللوز، وعقد وزارة الفلاحة للقاء الوطني الأول للعلامات المميزة للمنشأ والجودة، فضلا عقد ورشة تشاورية حول مدينة تافراوت، باعتبارها وجهة سياحية، كما تمت مدارسة سبل تنمية سلاسل الإنتاج بوزارة الفلاحة والصيد البحري، وتقديم برنامج  غرس شجرة اللوز على مساحة 125 هكتارا بمحيط تونين، والتوقيع على الاتفاقية الخاصة بتثمين وحماية المحيط، بين وزارة الفلاحة والفدرالية المهنية لمنتجي اللوز بتافراوت وإزربي، وجمعية تونين لمستعملي المياه لأغراض فلاحية، كما تميز المهرجان بمساهمة كل من عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، وعزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، في حملة التبرع بالدم بمدينة تافراوت، إلى جانب عامل الإقليم وعدد من المسؤولين والمنتخبين، في الحملة الوطنية للتبرع بالدم.
وفي السياق ذاته، تمت زيارة عدة مشاريع تنموية بالمنطقة، من قبيل مسلك تزيرت – أداي وتقديم البرنامج الأفقي لبناء وفتح المسالك لقروية، والقاعة المغطاة الرياضات، علاوة على توفير خدمات القرب الصحية، كدار الأمومة والنقل الصحي، وتوزيع معدات صيانة شجرة اللوز والزيتون لفائدة الجمعيات التنموية، كما احتضن المهرجان يوما دراسيا حول كيفية تكيف سلسلة اللوز مع التغيرات المناخية، من خلال عدة مقاربات شملت جوانب تتعلق بكيفية أقلمة سلسلة اللوز مع تلك المتغيرات.
وقد شكل المهرجان، فرصة لإبراز الدور التنموي للمهرجانات المحلية، خاصة وأن منطقة “تارفاوت” معروفة بطابعها الجبلي، وقدرتها على استقطاب السياحة الداخلية والخارجية، والمزج بين الثقافة والترفيه والفرجة الهادفة.
وحسب المنظمين فإن مهرجان اللوز بتافراوت يعتبر مناسبة ثقافية وفنية واقتصادية مهمة لها مكانتها داخل خارطة التظاهرات الثقافية على المستوى الوطني. كما يعتبر فرصة لضمان استمرار احتفالية تقليدية تراثية لها عمق تاريخي لدى ساكنة المنطقة، الذين يحتفلون ببشجرة اللوز منذ القدم وخاصة في فترة إزهارها، ومعلوم أن شجرة اللوز تحتل مكانة محورية في الذاكرة المجتمعية التراثية لدى ساكنة جبال الأطلس الصغير الغربي، سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي أو الفني،
من جهتها، أوضحت جمعية اللوز أنها سعت منذ تأسيسها إلى بعث الروح في تظاهرة موسم اللوز، من خلال التأسيس لمهرجان اللوز بمعايير تخضع لتيمة متميزة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتتمحور حول العمل على  رد الاعتبار لشجرة ومنتوج اللوز المحلي، وتسيلط الضوء على سبل تنمية وإعادة هيكلة سلسلة اللوز، إلى جانب السعي إلى تشجيع وتعزيز مبادئ الاقتصاد التضامني من خلال خلق دينامية اقتصادية تستفيد منها التعاونيات الفلاحية بالمنطقة، عبر خلق آليات لمساعدتها على تثمين منتوجاتها حفاظا على طابعها التقليدي.
يذكر أنه على مدى الدورات الثلاث استطاع مهرجان اللوز أن يساهم في الدفع قدما بالدينامية التنموية الخاصة بسلسلة اللوز وكذا خلق نشاط اقتصادي مهم بالمنطقة خلال فترات المهرجان مما يجعل هذه التظاهرة كغيرها من المهرجانات تلعب دورا اقتصاديا مهما، كما استطاعت التظاهرة ترسيخ طابعها العلمي والفني وتسجيل اسمها كموعد ثقافي سنوي تتناغم فيه الثقافة بالتنمية والفرجة المتميزة.

تيزنيت
محمد الشيخ بلا . عن جريدة المساء عدد 12 مارس 2013 بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق