طالب فاعلون محليون بإقليم تيزنيت بتفعيل كافة الآليات الكفيلة بالاستفادة من المنتوجات المحلية بإقليم تيزنيت،  وعلى رأسها ما تزخر به المنطقة من معدن الفضة الذي تحوله أنامل الصناع التقليديين إلى تحف فنية.

وفي هذا السياق، طالب إبراهيم بوغضن، نائب رئيس جهة سوس ماسة درعة، بضرورة إسراع الوزارة الوصية على قطاع الصناعة التقليدية في إخراج الإستراتيجية الوطنية للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي إلى حيز الوجود، بهدف المساهمة في الـتأهيل الشامل للقطاع والارتقاء بأداء مؤسساته والعاملين به، كما طالب في كلمة جهة سوس بمناسبة الافتتاح الرسمي لفعاليات مهرجان “تيمزار للفضة” في نسخته الخامسة بتيزنيت، بضرورة هيكلة القطاع تنظيمه لإخراجه من وضعية الهشاشة و التهميش التي تطال العاملين فيه، مشددا على ضرورة خلق المقاولات الصغرى والمتوسطة و خلق الوكالات والصناديق التمويلية على غرار قطاعات أخرى كالفلاحة لتمويل مشاريع الصناع التقليديين من اجل الانتقال بالقطاع من قطاع اجتماعي إلى قطاع اقتصادي بامتياز.

من جهته، أوضح عبد الحق الأرخاوي، المدير العام للمهرجان، أن الاحتفاء بالفضة أصبح محطة هامة في تاريخ مدينة تيزنيت، يتم خلاله إبراز الهوية الحضارية والثقافية للمدينة، من خلال الاحتفاء بالصياغة الفضية التي جعلت من تيزنيت مدينة للفضة بامتياز، بفعل إبداعات وتفنن صناعها وخبرتهم في صياغة الحلي المرتبطة بمعدن الفضة، ورمزيتها كحاملة لقيم إبداعية وجمالية.

وفي سياق متصل، أعلنت وزير الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، عن إطلاق عملية منح العلامة الجماعية للتصديق “تزرزيت” لفائدة الصناع التقليديين المزاولين بفرع الحلي بإقليم تيزنيت، وذلك بهدف حماية المستهلك وتحسين جودة هذا المنتوج، مضيفة في كلمة لها بالمناسبة أن تيزنيت ضاربة في أعماق التاريخ، وتتوفر على كثير من المؤهلات التي ستمكنها من تحقيق التنمية.

إلى ذلك، أشار بلاغ للوزارة الوصية أن 21 صائغا بتيزنيت استفادوا من حق استعمال العلامة الجماعية للتصديق “تزرزيت”، مشيرا إلى أن العملية برمتها تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية لشارات الجودة التي تمكن من ضمان جودة ومنشأ المنتوج، كما تسهل عملية التتبع والترويج على أوسع نطاق، وبمواصفات عالمية ترفع من درجة التنافسية في الأسواق الوطنية والخارجية.

يشار أنه، ومنذ إعلان الحكومة عن مشروع القانون رقم 12-133 المتعلق بالعلامات المميزة لمنتوجات الصناعة التقليدية من أجل تثمين عمل الصناع وتحسين جودة منتجات الصناعة التقليدية والرفع من تنافسيتها، قام مجلس الجهة بوضع عملية استباقية بإطلاقه لقافلة جهوية لتحسيس الصناع التقليديين بأهمية الولوج إلى علامات الجودة، وهو ما أسفر عن حصول جهة سوس ماسة درعة و من خلالها إقليم تيزنيت على علامة الجودة الخاصة بمنتوج الفضة (تزرزيت) و الجلد (إدوكان أودرار) و الفخار(طاجين مضمون). كما تم إعداد برنامج للتكوين المستمر في إطار شراكة مابين مجلس الجهة و وزارة الصناعة التقليدية من أجل تكوين وتعزيز قدرات الصناع التقليديين على صعيد جهة سوس ماسة درعة وإحياء الحرف المهددة بالانقراض جهويا.

محمد الشيخ بلا