ترجمة العلامة سيدي سعيد بن الطيب العثماني رحمه الله

Diapositive2

هذه ترجمة للعلامة سيدي سعيد بن الطيب العثماني الأكماري كما كتبها بقلمه في أحد مؤلفاته الأخيرة وذلك بسبب تكريمه من طرف حمعية ماء العينين للثقافة بتزييت أواسط شهر يونيو 2014 ، وليس لي ( = عبد الله خطاب ) فيها سوى كتابتها ونشرها في هذا الموقع الجميل

                        ترجمة العلامة سيدي سعيد بن الطيب العثماني

  نسبه:

       هو الفقيه الأديب سعيد العثماني بن الطيب بن إبراهيم بن محمد – ضما-بن محمد-فتحا- بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الواحد بن عمرو بن إسحاق بن ياسين بن يوسف بن يحيى بن عبد الله جد الأغرابوئين.

ولادته ونشأته:

     ولد سعيد العثماني سنة 1352ه/1934م بقرية تضكوكت جماعة وقيادة اداكوكمار المنتمي إقليميا إلى تزنيت حيث يبعد عنها بحوالي 64 كلم شرقا.

     أما نشأته، فقد تربى في كنف أسرة شريفة تسلسل فيها العلم و العلماء، إذ تلقى دراسته الأولية في الكتاب القرآني بمسجد قرية تضكوكت، فكان والده سيدي الطيب شديد الحرص على تهذيبه وتعليمه وتلقينه مبادئ السلوك القويم المستمد من أسس الشريعة الإسلامية السمحة،وفي هذا الجو العائلي المشحون بالعلم والأدب نبغ فقيهنا وأستاذنا.

مراحل أخذه لكتاب الله:

 تلقى الفقيه الأديب مبادئ القراءة و الكتابة بمسقط رأسه قرية تضكوكت. وبعد ذلك أخذه والده إلى المسجد الذي شارط فيه ويسمى إزروالن،قبيلة أيت موسى مجاطة وذلك في بداية رمضان 1358هـ. وفي مرض وفاة والده وصل إلى حزب “إنما السبيل”.وأحس والده بمرض الوفاة فقال لتلميذه سيدي أحمد بن علي الأكماري إمام مسجد تضكوكت:هنا وصلت لوحتي لما مات والدي،وأوصيك بسعيد أن تهتم به حتى يحفظ القرآن، وفي يوم الخميس 5رجب1359ه توفى والده،فتابع الأديب حفظ القرأن على يد عمه سيدي محمد-فتحا-المتوفى 1361ه، ثم على يد سيدي أحمد بن علي الأكماري المتقدم سابقا و المتخرج على يديه جملة وافرة من حفظه القرآن وكل ذالك بمسجد قرية تضكوكت.

مراحل تلقيه العلوم الشرعية وشيوخه :

    في بداية سنة 1363ه، بعد حفظه للقرآن برواية ورش،انتقل الى مدرسة أيت الرخاء بدائرة الأخصاص عند تلميذ والده الشيخ الجليل سيدي أحمد أزاكاي الأنزي المتوفى سنة 1961 ببلده أنزي. وعلى يده بدأ مقدمة ابن آجروم..وبقي عنده الى آخر 1365ه حيث أخذ عليه مبادئ اللغة العربية، وختم على يديه ألفية ابن مالك ، وبعض العبادات من مختصر خليل،وسلم الأخضري،والربع الأول من صحيح البخاري.وفي آخر شعبان من سنة1965 غادر المدرسة الرخاوية وانتقل إلى مدرسة تكثرت مدرسة بلده لدى ابن عمه الفقيه الجليل سيدي أحمد بن سعيد عميد المدرسة،وأخذ عليه في رمضان شيئا من الميراث،ومنظومة سيدي إبراهيم السملالي وسيدي أحمد بن سليمان في الحساب،و البيوع من صحيح البخاري،وباب الفاعل و النائب عن الفاعل و الاشتغال وتعدي الفعل و لزومه من ألفية ابن مالك. وقد توفي هذا العالم الجليل سنة 1969م وقد رثاه المؤلف بمرثية مطلعها:

     عظم الرزء يا له من مصاب           دهم الكون بعد فقد الأديب

وفي آخر شوال من السنة المذكورة، انتقل المؤلف ال مدرسة الشيخ سيدي أحمد ابن موسى بتازروالت لدى شيخه و خاله العلامة الجليل سيدي الحاج احمد ابن المحفوظ الأدوزي شيخ الجماعة،و المتخرج على يديه أفواج وأفواج من الطلبة بتازروالت والمعهد الروداني.

قال المؤلف:

وفي شوال من سنة 1365ه، التحقت بمدرسة الشيخ سيدي أحمد ابن موسى التي كان عميدها شيخنا وخالنا الأستاذ الجليل:سيدي احمد ابن المحفوظ الأدوزي رحمه الله ورضي عنه ،الذي قال في شأن هذه المدرسة، كما وجدت بخط يده في مؤلفه :”تاريخ عائلتنا” ما نصه:”وهذه المدرسة هي باكورة أعمالي، وقد وجدت من هؤلاء الشرفاء كل احترام و تقدير، جزاهم الله خيرا”إلى ان قال:”وقضينا هنالك أياما اختلسناها من الدهر مرت كالأحلام، خصوصا و قد كانت المذاكرة العلمية متوفرة، و الطلبة النجباء متوفرون، و لإقبال على العربية مرغوب فيها.”

   و كان التحاقه بهذه المدرسة بعد رجوعه من تونس بتسعة أشهر حوالي 1945م-1365ه الى سنة استقلال المغرب 1965م-1376ه. وسأذكر ترجمته الواسعة ضمن كتاب ‘تذكرة أولي الألباب بأسماء من تلقيت منهم المعارف و الكتاب ومن له بهم علاقة وانتساب من الشيوخ  والأخذين والأعقاب’.(فهرسة الأشياخ.)

  قلت: لزمت هذا الأستاذ مدة بقائه بهذه المدرسة،فوجدنا فيه ضالتنا،و مررنا على جميع الأمهات التي تدرس في المدارس العتيقة:نحوا،ولغة،وبلاغة،وأدبا،وفقها،وأصولا،ومنطقا،وفرائض و حسابا، وتفسيرا وحديثا، فجزاه الله عنا خير الجزاء.آمين.فقد كان رحمة الله تعالى يعتني بطلبته، ويهتم بالدروس التي يلقيها،ويصور المسائل حتى يدركها البلداء أمثالنا. ولما استقل المغرب غادر المدرسة وتركني فيهاّ،وأمضيت فيها شهر رمضان وسردت للشرفاء البخاري،وصليت لهم عيد الفطر وغادرتها. وفي سنة 1957 عينت معلما بعد أن نجحت في امتحان المعلمين بمجموعة مدارس تافنوكت بمدرسة  تيكوكة الفرعية قمة الأطلس الكبير،ثم في سنة 1958-1959 بمدارس ايكبيلن بمجموعة مدارس إغرم.

ولله در القائل:

  ومن لم يذاكر بالعـــلوم فإنـها          ستنسى وإن كانت كبحر غطمـطم

  ومن لم يواصل سقي روضته ذوت         إلى أن يصير الزهر ضمن المهشم 

وقال آخر:

قيد بخطك ما يبديه فـكرك من          نتيجة تعجـب الحذاق والفضلا

 فما نتائج فكر المـرء بارزة          في كل وقـت متى ما شاءها فعلا

وفي السنة الدراسية 1960/1959و1961/1960،انتقلت من مجموعة مدارس إغرم الى مجموعة مدارس تيغمي، حيث عينت بمدارس ثلاثاء تدلي لمدة سنتين. ثم بعد هذا التاريخ عينت معلما بمدرسة اداكوكمار مسقط الرأس إلى السنة الدراسية 1971/1970،حيث التحقت بمركز تكوين المعلمين بأكادير،وبعدها رجعت إلى مقر عملي السابق بصفتي معلما الى السنة الدراسية 1992/91،حيث عينت مديرا لتلك الإدارة الموجودة بالمدرسة المذكورة، و تسمى إدارة مدرسة أحمد شوقي،حيث كانت مشرفة على المدارس التابعة لها و هي : 1- المدرسة المركزية بتكثرت،2-المدرسة الفرعية بتشكي،3-المدرسة الفرعية بإنكران4- المدرسة الفرعية بتوريرت إفغلال،5-المدرسة الفرعية بسوق الثلاثاء،6- المدرسة الفرعية بإسكوار.

 وفي السنة الدراسية 1995/1994 أحلت على المعاش،وقد قضيت في هذه المهنة حوالي ثمانية و ثلاثين سنة.أرجو الله العظيم أن يجعلها خالصة لوجهه،وأن ينفع جميع من تلقى مني ولو حرفا،وأن ينفعه به.آمين.

       وبعد إحالتي على المعاش ، فكرت مع بعض الإخوان الغيورين في تكوين جمعية تسهر على مصالح السكان والقبيلة ،فصادفت الفكرة القبول،وأسسنا جمعية تسمى:‘جمعية تكثرت للتنمية والأعمال الاجتماعية’فكان أول عمل قامت به الجمعية أن أولت عنايتها واهتمامها للمدرسة العلمية العتيقة تكثرت، فجدت في جمع تبرعات المحسنين من المدن و القرى،وأعادت بناءها من جديد،وتوفرت فيها جميع المرافق من مأوى للطلبة ومسكن للفقيه والمقرئ والمرافق الصحية ومحل للصلاة وقاعات الدروس مع تجهيزها بالكهرباء وبالماء الصالح للشرب. وقد بلغ مجموع ذلك بالدرهم حوالي مليون وتسعمائة ألف درهم.

   وفي شهر يوليوز من سنة 1998 تم تدشينها، حيث صليت فيه أول جمعة، وصارت تتابع سيرها بالجد و التدريس و العمارة بمساعدة السكان و المحسنين والتعاون الوطني وجميع ذوي النيات الحسنة:من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والسلطات المحلية. فهي ولله الحمد مدرسة علمية قرآنية. نسأل الله تعالى أن يديم عمارتها بالعلم والقرآن وتنوير العقول. إنه سميع مجيب.

أقول:بعد تدشين المدرسة، وراحة البال، ولله الحمد، من إنجاز هذا العمل، انتقلت إلى مدرسة سيدي أحمد بن موسى للقيام بالمهمة الجديدة فيها.

    سلام وإهداء السلام من البعد              دليل على صدق السرائر والود

وقال آخر:

  على نفسه فليبك من ضاع عمره             وليس له منها نصيب ولا سهم

آخر

  يــا رب لاتتركنني إلى زمــن            أكـون فيه كـلا على أحـد

  خـذ بيدي قبل قولي لمن             ألقــاه عند القيام خـذ بيدي

عودته إلى المشارطة :

    دخلت مدرسة الشيخ سيدي أحمد بن موسى في أوائل سنة 1999 إلى نهاية 2005. وفي تلك المدة الوجيزة صادفت مجموعة من الطلبة الذين يتوافدون على المدرسة يتراوح عددهم ما بين الخمسين و السبعين، حيث ساعدنا الدهر ولله الحمد،ومررنا معهم على جميع الأمهات التي تدرس في المدارس العتيقة من نحو وفقه وبلاغة و حديث و تفسير و حساب ومنطق وهيئة ولغة وأدب،حيث تطرقنا كل باب لوجود الطلبة الراغبين في التحصيل. نفعهم الله بما تعلموا وجزاهم عنا وعن شيوخنا أفضل الجزاء وحفظنا وإياهم من المكاره و الفتن.

  وقد لاقيت من الشرفاء و السكان وقبيلة مجاطة و المحسنين مساعدة جعلت المدرسة في تلك المدة بحمد الله تؤدي دورها التعليمي أحسن الأداء،سواء طلبة القرآن الذين يسهر على تعليمهم القراء المساعدون،وطلبة الأمهات الذي تفرغت للمذاكرة معهم، فتلك الأيام اختلسناها من الدهر فجزى الله خيرا أولئك الشرفاء و المحسنين.إنه سميع مجيب.

   وبعد خروجي من تلك المدرسة ذهبت الى تزنيت مستريح البال، وصرت أتذاكر مع بعض الأئمة في دروس خاصة، كمختصر خليل و نشر البنود و فرائض الرسموكي و لامية الزقاق،وغير ذالك مما رغبوا فيه مع إعداد بحوث مختصرة تتضمن مواضيع مختلفة،على شكل سلاسل منها ما هو مطبوع و متداول في الأسواق ومنها ما هو مهيأ للطبع ومن هذه السلاسل :

السلسلة الأولى و تتضمن:

أولا:كشف اللثام على منظومة الوالد حول العاقد على المعتدة من التأبيد و عدم التأبيد.  المنان

ثانيا:حل رموز المنظومة الرسموكية حول تراجع الحملاء الست المعلومة.

ثالثا:الفهرس المختصر لبعض الفوائد و الأعلام لما تضمنه المواهب اللدنية وشرح عبد الباقي الإمام.وهي مهيأة ومعدة للطبع بحول الله.

السلسلة الثانية مطبوعة سنة 2010 وتتضمن:

أولا:الإعانة على فهم المنظومة الزروقية المشتملة على الأوصاف الذاتية و الحلية المحمدية عليه أفضل الصلوات الزكية.

ثانيا:السند العالي وفوائد ثلاثيات البخاري.

ثالثا: منحة رب العباد على فهم منظومة الاعتضاد في الفرق بين الظاء و الضاد.

السلسلة الثالثة:مطبوعة سنة 2008و تتضمن ما يلي:

أولا: أحاديث الشفاعة القسم الأول

ثانيا: أحاديث الشفاعة القسم الثاني

ثالثا: هدية المنان على المنظومة الصغرى لمحمد علي الصبان في ألقاب أحاديث سيد ولد عدنان عليه صلاة ربنا المنان

السلسلة الرابعة:طبعت وموجودة

وتتضمن ما يلي:

أولا:موجز أحكام العدة والاستبراء.

ثانيا:كلمة الحق وما ترمز إليه من دلالات ومعاني في القرآن العظيم.

ثالثا: منحة من الله الهادي على منظومة المرادي التي تتكلم على الذال و الدال.

السلسلة الخامسة مهيأة ومعدة للطبع بحول الله و تتضمن ما يلي:

أولا:كلمة حق في القرآن بمنكرة و معرفة وما ترمز اليه من المعاني المستنبطة من كلام اهل العلم و المعرفة.

ثانيا:ثمار حديقة الشيخ المجدود أبي بكر بن دريد في المقصور و الممدود.

ثالثا:تذييل للسلاسل المختصرة من فوائد صيد القلم المتنوعة.

السلسلة الساسة:

وهي كذالك مهيأة ومعدة للطبع إن شاء الله وتتضمن مل يلي:

أولا: التحقيق من كلمة الحق الواردة بصيغة الفعل ك’حق’و’يحق’.

ثانيا:تطريز قصيدة الأجهورية في كيفية أداء الآذان وقراءة الفاتحة.

ثالثا: فوائد صيد القلم المتنوعة.

ولي قصائد شعرية متواضعة في مختلف المناسبات وقد حقق السيد الحسن العمري سبعا و عشرين قصيدة منها أي ما مجموعه 550 بيتا.وهناك قصائد أخرى موزعة في الأوراق.

كما عينت ضمن المؤطرين لتأهيل أئمة المساجد بجماعة الركادة،أولاد جرار إقليم تزنيت،ووجدت فرصة سنحت لي فاشتغلت بتخريج الأحاديث الواردة في برنامج تأهيل أئمة المساجد الذي طبع منه لحد الآن سبعة أجزاء وهذا هو الجزء الثامن منها. وقد بلغت الأجزاء المحررة فيه أربعة عشرجرء،طبع منها ما سطر أعلاه والباقي سنتابع طبعه إنشاء الله ان بقي في الحياة بقية. ولي أيضا بحوث الدعم لدروس التأهيل ،قدمت طلبا لوزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية كي تتفضل بطبع ما تيسر من أجزائها.

نسأل الله القبول و العون في كل خير مأمول،وأن يوفق ولي أمرنا جلالة الملك محمد السادس لما فيه صلاح الإسلام و المسلمين،وأن يتغمد برحمته والدينا و شيوخنا و المسلمين عامة.

تنبيه:

أقول ،وإنما دفعني لتذييل هذا الجزء بهذه السيرة الذاتية نزولا عند رغبة بعض القراء الكرام الملحين على الاطلاع على سيرتي الذاتية المتواضعة، التي ليست بنبع إذا عدت ولا غرب .وألتمس من القراء الكرام أن يتحفونا بملاحظاتهم القيمة حول هذه المؤلفات.وجزاهم الله خيرا.

الأستاذ عبد الله خطاب فقيه مدرسة إلغ العتيقة

نقلا عن موقع مدرسة بومروان

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم وبعد فعزاؤنا واحد في الفقيد كيف لا وقد قال الرسول-ص- :موت العالم تلمة في الاسلام اي ثغرة كبيرة تحتاج الى عقود لتكوين عالم اخر ورحم الله العالم العلامة سيدي سعيد العثماني الذي عاشرناه في مسجد عثمان بن عفان بالعين الزرقاء بتيزنيت من خلال خطبه المنبرية ودروسه الوعظية …

  2. السلام عليكم
    تغمد الله الفقيد بواسع رحمته و اسكنه فسبح جنانه و الهم ذويه الصبر و السلوان . انا لله و انا اليه راجعون.رجل قل نظيره،علم و ادب و التزام.حريص على دينه و ناشر له.فاللهم اسكنه جنانك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق