تقرير عن مهرجان الفضة في نسخته الخامسة
أسدل الستار مساء يوم “الجمعة” الماضية على فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان تيميزار للفضة ، في إحدى قاعات الحفلات الخاصة ، والتي شهدت تنظيم عروضا للأزياء والحلي ، بمشاركة العديد من رواد تصميم الأزياء والعارضات ، وبحضور السيد رئيس المجلس البلدي لمدينة تيزنيت وأعضاء اللجنة التنظيمية للمهرجان.
مهرجان تيميزار للفضة انطلق يوم الإثنين 18 غشت 2014 ، بحضور السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت “سمير اليازيدي” والسيدة وزيرة الصناعة التقليدية ، حيث تم قص شريط المعرض ، قبل أن تتم زيارة الأروقة الخاصة بالمعرض ، والتي تعرض فيها العديد من أنواع المصوغات الفضية ، التي أبدع في صناع تقليديون في صياغتها.
ولعل أبرز ما ميز معرض المصوغات الفضية ، عرض القفطان الفضي ، الذي خطف أنظار زوار المعرض طيلة أيام المهرجان ، وهو القفطان الذي صممه إبن مدينة تيزنيت عبد السلام الفيلالي، من 80 قطعة صغيرة من الفضة الخالصة ومجموعة من الأحجار الكريمة ، وقد وصل ثمن هذا القفطان حسب مصادر مطلعة إلى 30 ألف درهم.
وبعد تدشين المعرض الدولي للفضة ، الذي عرف مشاركة عارضين من مناطق مغربية مختلفة وآخرون من دول إفريقية ، انتقل الوفد إلى إحد الفنادق الكبرى بالمدينة ، والذي شهد تنظيم لقاءا كبيرا ، بحضور ممثلي المنابر الإعلامية المحلية والوطنية ، إذ أثنت خلال هذا اللقاء وزيرة الثقافة على مجهودات اللجنة المنظمة لمهرجان تيميزار للفضة على مجهوداتها الكبيرة ، مبرزة دور هذا المهرجان في التعريف بمدينة تيزنيت.
وخلال حضور الجريدة في معرض المصوغات الفضية ، أثناء تدشينه ، أثار انتباهنا حضور السيد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني “الحبيب الشوباني” ، الذي أبى إلا أن يشارك ساكنة تيزنيت الإحتفالات في النسخة الخامسة لمهرجان تيميزار للفضة ، وفي تصريح له قال السيد الوزير أن هذا المهرجان يعتبر فرصة للترويج السياحي لمدينة تيزنيت التي تعتبر عاصمة للفضة وللكثير من الثروات ، مضيفا ” أنصح المغاربة بزيارة تيزنيت لأنها مدينة جميلة وغنية“.
وخلال اليوم الأول من المهرجان تم توزيع تذكارات وتكريم العديد من الصناع التقليدين ، الذين أعطوا الشيء الكثير للصناعة التقليدية ببلادنا.
وقد استمر معرض المصوغات الفضية في استقبال الزوار الوافدين من كل ربوع المملكة إلى غاية اليوم الأخير من المهرجان ، جيث شهد المعرض اقبالا كبيرا منذ أن فتحت أبوابه في وجه الزائرين.
وفي اليوم الثاني شهدت ساحة شارع مولاي يوسف تنظيم عروض الفروسية والتبوريضة ، بمشاركة العديد من الفرق المحلية ، القادمة من كل ربوع إقليم تيزنيت ، حيث عرفت عروض “التبوريضا” حضورا حاشدا من جانب عشاق هذا الارث الثقافي الذي تتميز به مدينة تيزنيت ، واستمرت عروض الفروسية إلى غاية يوم الخميس.
وكان للجمهور التيزنيتي موعد مع أولى السهرات الفنية الكبرى بساحة الاستقبال ، حيث كانت البداية مع مجموعة سيلفر قصبة ، التي أمتعت الجمهور الحاضر بلوحات رائعة في فن الفيزيون ، قبل أن تصعد إلى المنصة الفنانة السوسية كبيرة تبعمرانت ، التي أطربت مسامع الجمهور الحاضر ، بلوحات في فن “تاروايسين”. قبل أن يعتلي الكوميدي الشاب “صويلح” منصة المهرجان ، حيث امتع واضحك الحاضرين بلوحات ساخرة.
فريد غنام أيضا كان ضمن المشاركين في إحياء هذه السهرة الفنية إلى جانب فلة الجزائرية ، هذه الأخيرة لم تكن في مستوى التطلعات وهو ما جعل الكثير من الجماهير يغادرون ساحة الاستقبال لتخرج غاضبة من المنصة ، قبل تلقي اللوم على الفرقة الموسيقية التي رافقتها خلال هذه الأمسية ، القادمة من مدينة أولاد تايمة ، مشيرة أن الأخيرة لم تكن في المستوى.
ثاني السهرات كانت خالدة وتاريخية ، حيث سافر المجموعات الغنائية الحاضرة بالجمهور الحاضر إلى عالم الموسيقى الغيوانية ، إذ شارك في أحياءها كل من مجموعة ناس الغيوان ، مجموعة إزنزارن ، مجموعة أيتماتن ، إضافة إلى لحسن أنير والكوميدي شاوشاو ، وخلقت
مجموعة إزنزارن الحدث خلال هذه السهرة الكبرى ، بعدما تفاعل الجمهور الحاضر مع جميع الأغاني التي أهداها أعضاء المجموعة لسكان مدينة تيزنيت.
أما السهرة الفنية الكبرى الثالثة والأخيرة ، فقد حطمت كل الأرقام ، بعدا أن سجلت حضورا جماهيريا غير مسبوق ، في تاريخ ساحة الاستقبال ، إذ استقطب أمير الأغنية الشعبية “الداودي” عشرات الآلاف من عشاقه ، حيث ألهب حماسة الحاضرين بلوحات رائعة في الأغنية الشعبية ، وقبل ذلك كان للجمهور موعد مع مجموعة إمغران الرائدة وأحد أمراء فن الراي “الشاب قادر ، إضافة إلى أحمد أماينو وفرقة الكدرة للطرب الحساني القادمة من مدينة كلميم.
اليوم الأخير من المهرجان عرفت تنظيم ندوة علمية بالقاعة الوسائطية حول الصياغة الفضية ، بمشاركة أساتذة باحثين وأكاديميين ، حيث تم خلالها الحديث عن علامة الجودة “تازرزيت” ، الخاصة بالصناع التقليديين في مدينة تيزنيت.
والختام كان في إحدى القاعات الخاصة بطريق تافراوت ، حيث تم تنظيم أمسية في عرض الأزياء ، خلالها عرضت العديد من ابداعات المصممين والمصممات ، كما تم تكريم العديد من الوجوه التي ساهمت في إنجاح الدورة الخامسة لمهرجان تيميزار للفضة ، بحضور السيد عبد اللطيف أوعمو ، رئيس المجلس البلدي لمدينة تيزنيت ، وكان للحاضرين في هذه الأمسية موعد مع أحد مواهب مدينة تيزنيت في عالم “الـMAGIC” ، الدي عانق العديد من الألقاب ، إذ أذهل الجمهور الحاضر بلوحات سحرية عجيبة.
وخلال هذه الأمسية ، أكد السيد المدير الفني للمهرجان رشيد موطيع ، أن الدورة السادسة لمهرجان تيميزار للفضة ، ستعرف مشاركة نجوم عالميين ، وأنها ستحمل مستجدات ومفاجآت أخرى ستميزها عن النسخ الخمسة الماضية.
وقام بتنشيط أطوار الأمسية ، الإعلامي التيزنيتي عبد الله كويتة ، إلى جانب نجم فن “الديدجي” بدر الدين بلحسن ، الذي رافق الديدجي مصطفى السبتي فوق منصة ساحة الاستقبال طيلة أيام المهرجان.
تقرير : عبد العزيز أرجدال