روبورتاج : مواقع أثرية بجماعة أكلو تئن تحت وطأة الإهمال 

الشيخ بلا 1

يزخر المغرب بالعديد من المساحات الجغرافية الضاربة في أعماق التاريخ، والكثير من المغارات الطبيعية التي لم يستطع أحد سبر أغوارها واكتشاف خباياها ومكنوناتها إلى حدود اللحظة، حيث مازال المجال خصبا للبحث والتنقيب، خاصة وأن السكان المجاورين لتلك المناطق، تتضارب أقوالهم ويحتاجون إلى توحيد رؤاهم بشأن تاريخ المناطق التي عاش فيها آباؤهم وأجدادهم، وإزالة اللبس والغموض اللذين يلفان الكثير منها. 

وفي هذا السياق، طالب باحثون وفاعلون جمعويون بإقليم تيزنيت، بنفض الغبار عن المغارات الطبيعية التي تزخر بها منطقة أكلو، والتي نسج السكان بشأنها حكايات أسطورية، وتواتر ذكرها في الذاكرة المحلية، من قبيل مغارة «إفري إيحشّا»، و»تاگاديرت ن بيرومين»، والنقوش الصخرية ب»تيمزضاون» وغيرها.

 

بقلم 

2

مغارة الأشباح

تقع مغارة «إفري إحشا» على بعد حوالي كيلومترين غربي دوار «إيبخشاش» بجماعة أكلو بتيزنيت، على السفح الجنوبي لمنطقة «أگوني» الذي يحمل أيضا اسم «إيحشّا»، التي تحمل بدورها اسم فج عميق عبارة عن مجرى صخري للسيول، يمر شمالي دوار «إيبخشاش»، في اتجاه البحر، وهو عميق في بدايته، ويزداد عمقا كلما اتجه إلى الغرب ليصل إلى أبعد مدى، قدره الباحث جامع بندير، رئيس مركز أكلو للبحث والتوثيق بأزيد من 100 متر عند موقع المغارة، حيث يشتد انحدار سفحي المجرى، الأمر الذي يُصَعِّبُ مأمورية النزول والصعود، سواء إلى قعر المجرى، أو إلى موقع المغارة.
ففي أعقاب رحلة استكشافية أشرف مركز «أكلو» للبحث والتوثيق، على تنظيمها لمغارة «إفري إيحشا»، طالب المشاركون بإنجاز خريطة شاملة لمحيط جماعة أگلو تشتمل على معطيات حول المواقع والمآثر التاريخية التي تحتضنها الجماعة، كما شددوا على ضرورة حث مصالح الجماعة الترابية على الاهتمام بهذا القطاع من خلال وضع علامات التشوير لترشيد السياح وأبناء المنطقة بمكانها، بعد أن وجدوا صعوبة في الوصول إليها، قبل أن يسترشدوا بأحد الرعاة الذي دلهم على المسار.
كما كشف الزائرون المسافة الفاصلة بين مدخل المغارة وأقصى نقطة أمكنهم الوصول إليها تصل إلى 105 أمتار، مؤكدين على أنه يمكن تجاوز هذا الحد إذا ما تمت إزالة الأتربة والأحجار التي ملأت المكان بفعل عوامل التعرية، وحالت دون التعمق أكثر في المغارة، مرجحين أن يكون عمق المغارة أكبر مما وصلوا إليه، أما عرض مدخلها فيبلغ سبعة أمتار، فيما يصل ارتفاع أعلى مقطع منها إلى ثلاثة أمتار ونصف.
وأكد المستكشفون الجمعويون على أن المغارة طبيعية المنشأ، منذ زمن «موغل في القدم»، مضيفين أنه «لا شيء، سوى الجهل بها، يبرر القول بأن للبرتغال علاقة بهذه المغارة، ولا بغيرها من مآثر طبيعية وتاريخية ببلدة أكلو، فليس من المقبول أن نتنازل عن كل ما هو هام من تراثنا المادي واللامادي وننسبه عن طواعية إلى البرتغال وغير البرتغال»، كما طالبوا بوضع كل ما يَرُوجُ عن المغارة من تفسيرات وحكايات ذات منحى أسطوري غيبي في سياقه الثقافي، على اعتبار أنها محاولات بدائية لتفسير الظواهر الطبيعية التي يحار الإنسان في معرفة مصادرها وأسبابها، وبالتالي رفض كل التفسيرات الجاهزة ذات الصلة بهذا المنحى، باعتبارها عوائق إبيستيمولوجية تحول دون البحث الجاد.

6

«تكاديرت ن بيرومين»

وغير بعيد عن مغارة «إفري إحشا» زار المستكشفون منطقة أخرى تدعى «تاگاديرت ن بيرومين»، وهي عبارة عن موقع أثري منيع، يقع على إحدى قمم الهضاب المطلة من الشرق على مدشري «إدولحيان» و»إد الرايس»، غير بعيد عن شاطئ أكلو بإقليم تيزنيت. وقد شكل الموقع مصدرا للعديد من التساؤلات والإجابات الجاهزة، حول تاريخه وأصله وفصله وقيمته التراثية، بفعل ما دأبت العامة من السكان المحليين على إحاطته به من التفاسير المتسرعة الأقرب إلى الأساطير منها إلى افتراضات مقنعة، وذلك على غرار ما دأبت على تقديمه من مثل هذه التفاسير في تعاطيها لما تحتضنه البلدة من مواقع أثرية وجيولوجية، وما عاشته من مواقف، وشهدته من أحداث هامة، طبيعية كانت أو إنسانية. وقد ساهمت هذه المتواترات، في حفز الاهتمام بهذا الجانب من تراث البلدة، من قبل فعاليات جمعوية تابعة ل»مركز أگلو للبحث والتوثيق» وأخرى مهتمة بالتراث، حيث تمت معاينة المكان عن قرب، والإنصات إلى ما عسى أن تحكيه آثاره وتنطق به بقايا معالمه، مما له صلة بتاريخ البلدة وماضي سكانها، أو على الأقل تحري الحقيقة فيما يساق عنه من آراء وأحكام باتت متداولة بين السكان المحليين، إلى درجة أن البعض منا – يقول سيدي جامع عجوز الرحلة – لا يكاد يدرك افتقارها إلى إعمال العقل والنقد، فيُصَدِّقها على علاتها لتتحول بذلك إلى عائق يحول بينه وبين البحث عن غيرها مما يزكيه الواقع أو التاريخ أو الحس السليم بشكل عام.

4

على خطى الأجداد

كان طقس اليوم لطيفا ومناسبا، بفضل السحب التي حجبت أشعة الشمس، والهواء الغربي المنعش الذي ما انفكت أمواج المحيط تشمل به بسائط المنطقة وأوديتها وهضابها، فتهيأت بذلك الشروط الملائمة لمواصلة السير نحو الموقع المقصود دونما كبير عناء. ففي حدود العاشرة من صباح يوم معتدل الجو، انطلق المستكشفون مشيا على الأقدام، في اتجاه «أگوني ن بيرومين» مرورا بدوار «إد الرايس» الذي عرف في السنوات الأخيرة نموا عمرانيا وديموغرافيا كبيرا، إلى درجة أن سكانه قاموا ببناء مسجد خاص بهم بغاية فك ارتباطهم في الشأن الديني بجيرانهم من سكان دوار «إيدولحيان».
سار الجمع في اتجاه الشرق ومعهم جريدة «المساء»، سالكين المسلك الصغير والوحيد الذي اختطته أرجل المارة من الناس والدواب على مسير الفج غالبا، وعلى أحد جانبيه أحيانا، وواصلنا السير في المنخفض ذاته باحثين عن الهضبة التي تقع عليها «تاگاديرت»، ومع أننا لم نتخذ دليلا يرشدنا، فقد اهتدينا إليها بتوجيه من بعض من كان قد زارها من قبل، ووقفنا أخيرا عند سفحها الغربي، ومن هناك أخذنا في تسلقها، كل من جهته، رغم شدة وعورتها، وانعدام المسالك المطروقة قبلا، أو حتى القابلة للطرق، ووصل الجميع أخيرا إلى قمة الهضبة حيث الهدف المقصود، موقع «تاگاديرت ن بيرومين»، وذلك بعد قطع مسافة تقارب الكيلومترين من منطلقنا بمدشر إيدولحيان، في ظرف زمني يقارب الساعتين .
وعلى قمة الهضبة انتشر الجميع فرادى وجماعات في جنبات الموقع يستكشفون معالمه، ويتفحصون محتوياته، ويلتقطون له ومعه العديد من الصور، واعتبارا لكون الزائرين لم يكونوا مزودين بأدوات القياس اللازمة للتعرف على قياساته وأبعاده الدقيقة، فقد قدر البعض منهم المساحة التي كان يغطيها المكان بما يتراوح ما بين مائة ومائتي متر مربع على وجه التقريب، وذلك على قمة هضبة في مستوى ارتفاع قمم هضاب المنطقة.

1

بنية صخرية شديدة

وتمتاز «تكاديرت ن بيرومين» ببنية صخرية شديدة الوعورة، مغطاة عن آخرها بصخور صلدة كبيرة الحجم، بحيث قل أن تجد بينها الأحجام الصغيرة العادية، كما لا تتخلل التربة أغلبَ صخورها، علما أن غطاءها النباتي لا يتعدى بعض النباتات التي تتحمل هذا النوع من الشظف، كالزقوم واليتوع ونباتات شوكية أخرى وأعشاب متنوعة.
ومن حيث المنظور الثقافي، فالموقع يضم معالم وآثارا تشهد بما لا مجال للشك فيه – حسب رئيس مركز أكلو للبحث والتوثيق – أنه كان مسرحا لنشاط ولأشكال من الأنشطة الإنسانية، غير أنها في الحالة التي آلت إليها حاليا لا تفصح عن نوع هذه الأنشطة وعن مجالاتها وحجمها، فهي لا تعدو أن تكون أكواما من الأحجار يعتقد الباحثون أنها أجزاء ولبنات لسياجات حجرية لما يسمى محليا «إيغونيون»، حيث لا وجود لأية آثار للجدران المبنية من التراب وفق ما هو متعارف عليه محليا، ولا لمعالم واضحة لمحتويات الموقع ولآثار البنايات والبيوت والغرف وغيرها من المرافق، كما أنه من الصعب جدا أن يتبين الزائر «مورفولوجية» الموقع، وأن يعيد رسم معالم هيكلته الهندسية العامة، أو حتى أن يتخيلها.
على أن أبرز الشهادات التي لا يخفيها، ويلقي بمسئولية تلقيها وقراءة دلالاتها على كل زائر، هي معالم واضحة لضفيرة مستطيلة الشكل وطويلة، وهي من جيل الضفائر / النطفيات المعالجة بمادة الجير، يعتقد المستكشفون أنها بنيت قبل أن تنتشر مادة الأسمنت بالمنطقة، ويضم الموقع أيضا شهادات من نوع آخر عايناها في بعض جنباته، وهي حفريات يجريها الباحثون والمنقبون عن الكنوز، وهي حفريات تخريبية لا تنجو منها المواقع الأثرية والمدافن والأضرحة المختلفة، بل حتى المواقع الجيولوجية كموقع «إفري احشا».
وخلاصة القول أن شواهد ومعالم «أكادير ن بيرومين» لا تفصح في حالتها الراهنة عن طبيعة وحجم الأنشطة الإنسانية التي كان مسرحا لها، وهي بتعبير المستكشفين «أننا لم نحسن الإنصات إلى ما تفصح عنه في هذا الصدد، تاركين الباب مفتوحا للتفسيرات السهلة والجاهزة، وفي أحسن الأحوال لتساؤلات وافتراضات جادة في سعيها عن البحث عن إجابات مقنعة، رغم كونها متباينة الاتجاهات، كما أن عناصر إثباتها لا ترقى إلى المستوى المطلوب.

3

آراء وافتراضات

خلال جلسة المناقشة التي شهدتها أعلى قمة بمنطقة «تاگاديرت ن بيرومين» مال بعض المستكشفين إلى القول بأنها من الآثار البرتغالية بالمنطقة، مستدلين على اسمها الذي ينسبها إلى الأجانب الذين يصطلح أهل المنطقة على تسميتهم ب»إرومين»، كما استدلوا على أسماء بعض الأسر في الدواوير القريبة منها، وبالعديد من المعطيات والقرائن التاريخية، وقال الباحثون إن هذا الافتراض ليس وليد اليوم، حيث كان دوما حاضرا في الثقافة الشعبية، ويساق عادة لتفسير المآثر التاريخية وغير التاريخية البعيدة عن سواحل البحر، على اعتبار أنها مجال حيوي للمستعمرات البرتغالية، وهو لذلك افتراض لا يقوى على مواجهة التمحيص.
قول آخر مخالف للافتراض الأول، ورافض بشكل خاص للأصول البرتغالية لهذا الموقع، بدعوى أن لا شيء يؤيده مما عايناه من بقايا شواهده ومعالمه، وهو الرأي الذي ذهب إليه أحمد بومزكو، الباحث في علم التاريخ، مضيفا أن «تكاديرت ن بيرومين» لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها مما نعاينه في جهات أخرى من البلدة، فضلا عن غياب أية منافذ ممكنة إلى الموقع أو منه إلى الجهة الغربية، حيث يوجد البحر الذي من المفترض أي يأتي منه الغزاة البرتغاليون أو غيرهم، كما أنه وعر وشديد الانحدار من الجهة المطلة على البحر، عكس الجهة الشرقية المقابلة للتجمعات السكنية المحلية.
أما القول الثالث فهو امتداد للقول الثاني وتطوير له، ومؤداه أن «تاگاديرت ن بيرومين» ليست إلا تصغيرا ل «أگادير» أي الحصن بالمفهوم المتداول لإگودار في مختلف مناطق سوس، وأن نسبتها إلى «بيرومين» هي نسبة إلى هذا المجرى المنخفض الذي تقع فيه، والذي يسمى «أگني ن بيرومين»، فمعنى «تاگاديرت ن بيرومين» حسب هذا الرأي هو الحصن الصغير، أو المخزن الجماعي الصغير لسكان المنطقة، الواقع في «أگني ن بيرومين»، ليبقى التساؤل المطروح بقوة في هذا الصدد هو عن السر في نسبة هذا الفج كله إلى الأجانب، الذين تجهل هويتهم وآثارهم الإنسانية بالمنطقة.

7

المشعوذون والتخريب المتعمد

وفي ارتباط بهذا المنحى أجمع المشاركون في هذا الاستكشاف على شجب الممارسات التي تتعرض لها المغارة من طرف المشعوذين الذين يبحثون عن الدفائن والكنوز، الأمر الذي من شأنه نشر الدجل وتخريب معالم المغارة، التي لم يثبت أنها كانت في وقت من الأوقات مستغلة من قبل البشر، خاصة وأن وضعها الحالي لا يشير إلى وجود أي من النقوش القديمة أو الرسوم والكتابات على الصخور المتواجدة بها، باستثناء كتابات حديثة العهد في جوانب من مدخلها، غير أن الحفريات التي يطالب الفاعلون بإجرائها في مواقع معينة بالمغارة من شأنها تصحيح مثل هذه الأحكام.
وقد أعاد هذا التخريب للأذهان، إقدام أشخاص مجهولين الصيف الماضي على العبث بمجموعة من النقوش الصخرية بمنطقة «بوتركت» بجماعة أكلو بتيزنيت، وما أثاره حينها من ردود فعل متفاوتة بين فعاليات إقليم تيزنيت، وهي من النقوش الليبية الأمازيغية الموجودة بدوار «الكعدة» التابع للجماعة، وهو ما يعكس غياب الوعي بأهميتها ودورها الثقافي، ويطرح في المقابل تحديات جدية أمام السلطات والجهات المعنية بالحفاظ على الآثار الهامة بالمنطقة.
واستنادا إلى مصادر من عين المكان فإن اقتلاع وتخريب النقوش المذكورة تم بطريقة احترافية، تنم عن أن المتورطين في العملية بحثوا عن أشياء بعينها في جنح الظلام، وهو ما أكده باحثون في التاريخ وبالمركز الوطني للنقوش الصخرية بأكادير، أثناء زيارتهم لموقع النقوش المخربة، مشيرين إلى أنها تعرضت لحَفْر وطَرْقِ بواسطة آلة حادة لجوانب الصخرة، وهو ما يهددها بالمحو والإتلاف نهائيا، فضلا عن تأثرها أيضا بعوامل الطبيعة المختلفة.

9
وفي السياق ذاته، طالب فاعلون بالمنطقة، بضرورة التدخل لحماية ما تبقى من تلك النقوش، التي تعود لآلاف السنين، وبالكشف عن نتائج التحقيق في كافة الملابسات المحيطة بعملية التخريب، والكشف عما إذا كنت العملية مدروسة من قبل شبكات نهب وسلب القطع والنقوش الأثرية، أم للشبكات المتخصصة في البحث عن الكنوز والدفائن، أم أنها مجرد اعتداء عفوي تم من قبل شخص أو أشخاص لا يُقدرون أهمية المحافظة على هذا النوع من التراث.
وارتباطا بالموضوع، طالب المتحدثون بضرورة الكشف عن الإجراءات المتخذة لحمايتها والمحافظة عليها، بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه في البحث العلمي والتاريخي، وما ستشكله في حالة استغلالها بشكل جيد من إضافة نوعية للبعدين الثقافي والسياحي بالمنطقة، فضلا عن كونها نتاجا لنشاطات إنسانية للأمم المتعددة التي تعاقبت عليها.
وكانت الباحثة الإيطالية «اليكساندرا برافين» قد أحصت في وقت سابق جميع النقوش الصخرية بالمنطقة، في كتاب صدر باسمها سنة 2009 تحت عنوان «النقوش الصخرية الليبية الأمازيغية بنواحي تيزنيت (المغرب)»، وهو الكتاب الذي أثار انتباه الفعاليات المهتمة بالنقوش الصخرية، لأهمية الحفاظ عليها اعتبارا لدورها التاريخي.
كما شدد باحثون على أن أسباب إتلاف النقوش كثيرة ومتنوعة، وتتوزع بالأساس بين عوامل مناخية طبيعية، وأخرى بشرية، حيث أن بعض سكان المنطقة، والرعاة بالأساس يعمدون إلى إتلافها عن غير قصد بسبب عدم الوعي بقيمتها، فضلا عن الاتجار الوطني والدولي في القطع الأثرية، وتخريب بعضها من قبل المنقبين عن الكنوز، علاوة على أعمال البناء من قبل السكان فوق الآثار والصخور التي تحمل نقوشات، زيادة على التخريب الهادف إلى طمس معالم المنطقة وضرب قيمتها التاريخية.
ومعلوم أن مساحة النقوش الصخرية تقلصت بفعل التخريب العفوي والمتعمد على المستوى الوطني بنحو 900 متر من أصل 10 كيلومترات كانت موجودة بالمغرب بعد الاستقلال، كما أكدت فعاليات مهتمة بأنه في مدة وجيزة لا تتجاوز ستة أشهر تعرضت الكثير من الرسومات والنقوش للنبش والتشويه والإتلاف بوتيرة وصفتها ب»السريعة والخطيرة»، وهو ما أدى إلى طمس العديد من ملامحها وتشويه الكثير منها، ومنها نقوش لحيوانات وآلات قديمة، ونقوش أخرى لحروف «تيفناغ» الأمازيغية.

5

إهمال الدوائر الوصية

لم تكن التفاتة الفعاليات الجمعوية بجماعة أكلو للمواقع الأثرية المذكورة، إلا نقطة في بحر لجي يغشاه موج كثير، حيث اكتفت بإثارة الانتباه إليها وأهميتها في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة، الأمر الذي يفرض على المعنيين القيام بجملة من التدابير الكفيلة بالنهوض بالمنطقة، والحفاظ على موروث مهدد اليوم قبل الغد بالاندثار. 

 

 – نشر في المساء يوم 28 – 08 – 2014
      

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نقوش وبوركت كسرها وتعجن عليها أحمد باكري. الذي يجري وراء نبش الكنوز في المنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق