رايسة اختارت الغناء باسم الوردة فقطفها سجن تيزنيت بتهمة إعداد وكر للدعارة والخيانة الزوجية

تجديكت

قبل سنة، انتشرت أخبار عبر المواقع الإلكترونية، تخبر عن اعتقال فنانة أمازيغية بأحد أحياء تيزينت، وساهم تغليف الخبر بالتهمة التي وجهت إليها، في ذيوع النبأ، والبحث عن اسم هذه الفنانة التي قالت المواقع نفسها إنها “رايسة” مشهورة. قبل أن يطفو إلى السطح اسمها ويتعلق الأمر بالرايسة تاجيدكت، ومصطلح تاجديكت بالأمازيغية يعني الوردة. حسناء تاجديكت ما أن خطت خطواتها في عالم الأغنية والتمثيل حتى وجدت لها مكانة في قلب الجماهير السوسية.
هذا الصعود المفاجئ لحسناء، لم يكتب له أن يستمر بالشعلة نفسها، إذ في شتنبر من العام الماضي ستضع الشرطة القضائية حدا لنشاطها الفني، بعد مداهمة منزل تكتريه، ثم توجه لها تهم إعداد محل للدعارة والخيانة الزوجية وغيرهما.
لم تصدق الفنانة ما وقع لها وحاولت الدفاع عن نفسها أمام المحكمة، كما أن دفاعها حاول تبيان انعدام حالة التلبس، وتبيان سبب وجود المعني بالأمر داخل شقتها، فالأمر يتعلق بفنانة وعالم الفنانين مختلط وغير ذلك كثير، إلا أنها لم تصمد أمام محاضر الضابطة القضائية الموثوق بمضامينها أمام المحاكم الابتدائية، وأيضا أمام إيقاف الشخص الثاني الذي كان رفقتها وتوجيه تهمة الخيانة الزوجية له، إذ من أجل إطلاق سراحه لم يكن أمامه سوى حل واحد هو أن تدلي زوجته بتنازل مكتوب، حينها تسقط المتابعة في الدعوى العمومية.
هذا ما وقع بالضبط لتجد حسناء تاجديكت نفسها في السجن متابعة بتهم الفساد وإعداد محل للدعارة، فيما “الخليل” المزعوم أطلق سراحه لتنازل حليلته.
تحول التنازل الذي أدلت به الزوجة إلى اعتراف ضمني بوجود جريمة الخيانة الزوجية، ولم تنفع كل محاولات إبعاد التهمة ولا أيضا إثبات حالة التلبس وغير ذلك، إذ ردت كل الدفوعات الشكلية، وبعدها الموضوعية.
حسناء التي أصدرت آخر شريط غنائي لها خلال 2013 يحمل عنوان “أغنية أنزي دوكايونو”،  أي أخاصم نفسي،  وجدت نفسها تخاصم فعلا ذاتها ولا من يصدق روايتها لتقضي عقوبتها الحبسية في سجن تيزنيت، بعد أن أدانتها المحكمة بتهمتي الفساد وإعداد منزل للدعارة، والحكم عليها بعقوبة سجنية مدتها ثلاثة أشهر حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 2000 درهم.
وكانت حسناء برزت واحدة من الفنانات الصاعدات، وانطلقت شهرتها بعد مشاركتها في برنامج بالقناة الأمازيغية وعدد من السهرات والتظاهرات الفنية، كان آخرها في يوليوز من العام نفسه بمسرح الهواء الطلق بأكادير، التي خصص ريعها لفائدة فنان أمازيغي.
خرجت من السجن بعد قضاء العقوبة وتحلم بأن تعيد بريق أحلامها لتسطع من جديد في عالمها الفني، إلا أنها واجهت صعوبات، فنظرات المجتمع لا ترحم وسجل السابقة  يخيم على المحيط، إذ رغم أنها غادرت الحي الذي كانت تقطنه بتزنيت، بل وغادرت المدينة ككل إلى أخرى في محيط أكادير، إلا أن اسمها وحضورها لم يظهرا بعد، بمثل ما كانا عليه في السابق.
المصطفى صفر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق