من الدشيرة الجهادية : ذكريات و عبر – 2 –

  1. كانت مثيرة الإطلالة التي أطل بها أمين عام حزب العدالة و التنمية الدكتور سعد الدين العثماني ،من مدينة أكادير في اطار لقاء حزبي .

و على غير عادته أطلق العثماني السراح المؤقت للسانه،الذي لجمه لعدة أيام طويلة،منتقدا حزب ” الجرار” بما يفيد أن المال لايصنع الأحزاب و ا ننا ” شاهدنا سقوط نموذج الأحزاب السياسية ” .

و الحقيقة و حسب مراقبون كثر، كان على السيد العثماني،أن يهتم بهموم الشعب أكثر،و يرسل إشارات قوية،وقت وقوع كارثة ” ملعب الموت ” بإقليم تارودانت،أو أثناء جرف السيول لحافلة المسافرين على مشارف مدينة الراشيدية،أو في أية لحظة كان عموم الناس في أمس الحاجة إلى من يضمد جراحهم،بدل الحسابات السياسوية الضيقة التي أطلقها العثماني على شكل تصريحات من مدينة الانبعات .

هاته المدينة التي تعيش احلك لياليها و حزب السيد سعد الدين يسير عاصمة سوس العالمة.

فالجميع نابع هذه الأيام أيضا،فيديو للممثل هشام الوالي ” الاخ الأصغر للفنان ” رشيد الوالي ” و هو يرثي حال مدبنة أكادير .

و كيف اصبح بئيسا ،و كيف أرادها الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله،قطبا سياحيا على المستوى الوطني بل على مستوى القارة السمراء برمتها .

و ها نحن نرى التسيير الجماعي الفاشل للبعض على كافة المجالات،بمدبنة أكادير و هو يمضي بها غصبا إلى أسفل سافلين،إلى قاع مراتب التنمية أي الحضيض بمنتهى الاختصار.

فبدل أن ” يقلي السم ” العثماني لخصومه السياسيين،كان حريا به أن يقدم حصيلة حكومية،تحفز الناس على المشاركة السياسية و تعيد إليهم بصيصا من الأمل،أو يصرح تصريحا واضحا لا لبس فيه بشأن التعديل الحكومي المرتقب،بدل القول بما مفاده أن ” التعديل الحكومي شاد طريقو ” ؟؟ !!

و حتى إن لم يفعل ذلك،بذريعة مشاكل التحالف الحكومي،فقد كان عليه،ان يرجع بذاكرته إلى الوراء قليلا،أيام خاض أولى انتخاباته البرلمانية،ايام كان الحملة الانتخابية الخاصة به،تسوقه على أساس انه طبيب نفساني ابن امام و فقيه رحمه الله ، كان له برنامجا اذاعيا يتناول قضايا الدين باللغة الأمازيغية على أمواج اذاعة أكادير .

و عليه أيضا،أن يقدم لأهل سوس ماذا حقق لهم من مكاسب و خصوصا بمسقط رأسه بمدينة إنزكان،التي كم كنت أتمنى أن يحضر إلى ساحة السعادة بها ليحضر فقرات من مهرجان تازنزارت،و التي عمت الفوضى جل نواحيه التنظيمية،بسبب عليه هو و من يسير دواليب الحزب بهاته المدينة أن يكتشفه سريعا قبل ” ما تحماض القضية ” .

و على كل – و بشهادة اهله،فإن العثماني كان ناجحا كوزير للخارجية ،و لكنه اخفق في شأن رئاسة الحكومة -بل لم يعد حزب العدالة
و التنمية برمته ،على تلك الاستقامة التي عهده فيه الناس ايام أواخر تسعينيات القرن الماضي.

فإذا كان التطور سنة من سنن هذه الحياة،فإن التطور و الحالة هاته لا يعني التقدم بل هو القهقرة في أوضح صورها .

واذا كان المال لايصنع أحزابا،فإننا نرى احزابا أصبحت تنتج رجال مال و أعمال كانوا بالأمس القريب مناضلين لا يهتمون إلا بشؤون الناس و أمور الدين،فهل سنرى سقوط نموذج الأحزاب السياسية ” الإسلامية ” ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق