فلاش باك رشيد العلام: المعهد الموسيقي بتيزنيت بين الطارف والتليد

رشيد العلام

هكذا قدر الاشياء الجميلة. تمر مر الكرام و لا تنال حظها من التداول و اللوك و النقد حتى. عكس الاحداث الرديئة و الرذيلة فتجد عليها تهافتا و اقبالا. وهنا اوجه تحية لموقعكم اثر تناوله بالصورة و اليراع لفعاليات الحفل المنظم من طرف جمعية اباء و طلبة المعهد الموسيقي* الحاج بلعيد*. رغم اننا  كنا   نتوقع تقريرا مفصلا معززا بفيديوهات تقرب الناس من لحظات السمو و الابداع التي طبعت   العرض.

والطارف الطريف في تاريخ المعهد منذ تاسيسه هو سنوات من الاجترار و نضب في الانتاج الالي و الصوتي معا. و ارتجال في التدبير و المسار. و البحث باستمرار عن ادارة تسيرهذا المضمار. و من باب الانصاف نحيى كل من حمل هم هذا الرافد الثقافي و الفني الهام واخلص في المرام . من تدريس او تسيير او مهمة من المهام .و لكن الحصيلة كانت لا ترقى الى تطلعات الساكنة -مسؤولين- اباء – و طلبة. اذا قارنت سنوات تعلمهم بادائهم تجد نفسك في اشكالية المراقبة المستمرة او نقط الدروس و المدارس الخصوصية. فهل هي لعنة تطارد ابناءنا حتى في المعاهد الموسيقية.لا احمل احدا المسؤولية و لكنها ملاحظة مستقاة من رواد و اطر المعهد السالفين وكذا الذين لا زال بعضهم يعاصر الوضعية الحالية.

الجديد في التليد .هو هذه الرغبة الملحة من اجل صحوة فنية متميزة. قراءة بسيطة في فقرات الحفل الختامي والذي جاء كذلك احتفاء باليوم العالمي للموسيقى, تبين سلاسة و رقة ذلك الجسرالفني الذي  ربط ترانيم عباقرتنا الخالدين و تحنان ربابتهم و اوتارهم – الحاج بلعيد -نموذجا و تلك المجموعة الامازيغية برئاسة الفنان محمد  ابو الهوى. و كل اعضاء تلك الفرقة ا التي اتحفت الحضور بوصلة امازيغية رائعة. الجسر تقوت دعاماته اكثرليصلنا  بتاليف  عباقرة اسيا مثلا * sad romance وصفق الكل بكل اكبار للبراعم الصغاروهم مشروع اساتذة كبار. الحيسوبي – ياسر والمهدي رقيق على التي الكمان و القيتار. و بلغ السمو اوجه حين اتحفت و اجادت ندين  بلهدان  مؤلفا  خالدا ل chopin    .استمر الاساتذة المؤطرون في امتاع الحضور بسماعي تاتيوس و صوامت ناطقة لياتي دور الفتى مروان.  مروان اختار فيروزيات صالحة لكل زمان.  الشعر و شجي الالحان, و صوت بريء  يدغدغ الاحاسيس و الاذان.  و استهل  بمطلع اخاذ يقول * لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم * ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا…طرب الحضور و زادهم رقة و شعورا حضور شرف. و بكل كرم و شغف ادى قطعة جميلة للمرحوم وديع الصافي*  على الله تعود * عقيرة شرف و وداعته و اداؤه  و تجاوب الجمهور معه . اضفى احساسا لذى الجميع وقناعة بتجدير و تسخير الفن عموما و الموسيقى خصوصا من اجل التربية.

وكان مسك الختام  الدعاء الصالح للمغاربة ملكا و شعبا  وان يهل اهلال هذا الشهر الفضيل باليمن و البركات. الجميل هو ان الفقيه الذي ختم جاء  لتشجيع حفيده الذي كان من ضمن المشاركين. هكذا كان و هكذا صار هذا الجسر الرافد الوثيق الغني باللمسات و البصمات و التوقيعات التي تستحق التوثيق. اما درة التاج فتلك الباقة الذاهبة في عمق اغوار الفن السوسي العميق اداها باتقان امحمد اد لمقدم و بوجنان و تاتوست و كاشينا و عبد الحق الوازن المتوازن و طبعا ابو الهوى. و تجدر الاشارة الى ان الجميع ثمن و اثني على تاطير السادة الاساتذة. هاني شاكر- تاتوست- برزيت-اباك-بلقايد(المشاركة في العزف و تقنيات الصوت). و الاعتراف للاستاذ المنسق ومدير الخشبة/ الاستاذ فيصل الخياري و الشد على يده بحرارة. لن تفوتنا السانحة دون ذكرالدور الرئيس لتقني دار الثقافة الاخ نور الدين. اما الشكر الخاص فموصول الى السادة: – رئيس المجلس الحضري على تفضله بالقاء كلمة قيمة في الموضوع. الاستاذة المندوبة الاقليمية لوزارة الثقافة و كذا مدير الدار . اخوان المجد ليس هذا تقريرا تركيبيا انما هوفلاش باك او استحضار للامسية الفنية نسوقه و نصوغه تشجيعا لعمل يعتبر باكورة هذا الموسم على امل ان ينتج اكثر في المستقبل و يكون عند حسن تطلعات جمهور اقل ما يمكن ان نقول عنه انه كان رائعا متذوقا مشجعا. و كل عام و انتم و الفعل الثقافي بخير.

رشيد العلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق