تيزنيت..نظرة عن كثب

حميمو

أصيلة، أصلية، تاريخية، معاصرة، شبه بحرية، لكن تنبعث من بين جبال محيطة، السور دل انها غابرة في التاريخ، ولأبوابها حكايات، والمدينة تخطو خطوات في التنمية.
نعم تطورت تزنيت ويلاحظ ذلك الزائر قبل القاطن، من بنية تحتية واعمار، من طرق حديثة وإنارة، كيف لا وهي بوابة جنوب عزيز، وعاصمة اقليم غني، فلاحة، سياحة، ثروات معدن، لكن ايضا مدينة التجارة والخدمات، ومدينة صناعة في طور النمو، ومرد ذلك كله:
اولا الى الامن، والامان، الامن الذي وفرته السلطات بمختلف تشكيلاتها، والأمان المتجدر في القاطنين والمحليين، وتوفر الامن هو اساس الجمال الاول للمدينة، بل هو اساس التنمية، اذ لا تنمية بدون امن.
ثانيا الى التسيير، فقد تعاقب على تسيير المدينة مجالس جماعية عدة ساهمت بشكل او بأخر في هذه التنمية وفق الامكانيات المتاحة، وسلطات محلية نهضت بالمدينة ترابيا ومعماريا، وأسست لمدينة حديثة بجميع المواصفات، وفي الوقت الحالي تزنيت ورش مفتوح، والمجالس الحالية سواء الجماعية او الاقليمي منكبة على النهوض اكثر بالمدينة ومواصلة الركب، وعلى راس هذه السلطات عامل الاقليم الذي لم يذخر جهدا في استكمال نمو المدينة، عبر استراتيجية تنموية تنبني على المقاربة التشاركية، وعلى تعبئة الشراكات لإخراج جملة من المشاريع الحيوية الى الوجود، فكانت النتيجة ان تزنيت اقليما ومدينة ورش تنموي باستمرار، تنمية فعالة تمس كل الجوانب، تنمية مستدامة تستشرف المستقبل،              

ففي المجال الفلاحي، الرافعة لاقتصاد الإقليم، وبعد تفعيل المغرب الاخضر، ارتفعت المساحة المستغلة اقليميا الى حوالي 121.435 هكتار، يشكل فيها الاركان 15 بالمئة من هده الثروة الوطنية، وزراعة الحبوب ترتفع الى 90 بالمئة من المساحة المزروعة، الى جانب زراعات اخرى كاللوز الذي يشغل 6.600 هكتار، الزيتون 2.540 هكتار،… ثم هناك تربية الماشية، ب 125.00 راس من البقر، و 115.000من الاغنام والماعز،                                                                                    

 وفي السياحة، انخرط الاقليم والمدينة في البرنامج الوطني للنهوض بالقطاع وفق رؤية 2020، وبعد احتواء بعض النواقص، و تشخيص الامكانيات، من جبال ممتدة، غابات الاركان، موروث تاريخي و عمراني متنوع وغني، الابواب الخمسة للمدينة، الصخور الكرانيتية، المدارس والاسواق العتيقة، ارتفعت المبيتات بشكل ملحوظ، مما اثر ايجابا، وتحسنت البنية التحتية السياحية من وحدات فندقية التي بلغت 65 منها 10 مصنفة، اد بلغت الطاقة الاستيعابية 1.108 سرير، اضافة الى دور الضيافة المنتشرة على  تراب الاقليم، مما ادى للتفكير في قطب اقتصادي بالاقليم تشكل السياحة احد اعمدته الاساسية، مما سيضخ موارد هامة للجماعات المعنية، ستعود بلا شك ايجابا على التنمية المحلية،                                  


ومن جهة البنيات التحتية والاعمار، لا يمكن انكار التطور العمراني الكبير وتوسعة الطرق والساحات وتهيئة المساحات الخضراء، كل ذلك بفضل مجهودات السلطات الترابية وفي المقدمة عامل صاحب الجلالة على الإقليم الذي كان له الفضل في تشجيع مشاريع الاعمار ودعمها ومواكبتها، و ابرام اتفاقيات شراكة لإنجاز عدة مشاريع تنموية بالمدينة بل وبالإقليم ككل، هذه الحنكة في تعبئة الشراكات والموارد، وهذه المقاربة المؤسسة على الشراكة والتعاون التي يتميز بها عامل الاقليم لقيت ترحيبا من مختلف الشركاء، وخاصة المجلس الإقليمي الذي نهج سياسة الانفتاح والمساواة في توزيع المشاريع اعتبارا للاولويات المجالية اولا، والنجاعة والمردودية ثانيا، فكانت النتيجة المزيد من المشاريع الهامة لاقليم تزنيت كجزء محبوب من وطننا الغالي،                                                                                         


وللصناعة والحرف نصيب في الاستراتيجية، ففتح ورش الصناعة التقليدية والحرفية مستمر، خاصة صناعة الفضة التي تشغل مباشرة ما يناهز 11.000 حرفي، و التوجه هو ارساء بنية صناعية وحرفية متينة تستقطب الاستثمار وتنعكس على المدينة، عمرانيا وجماليا وتنسجم مع روح سياسة اعداد التراب التي تعتبر احدى السياسات العمومية الجادة من اجل تنظيم المجال، ولعل هذه الرغبة هي التي دعت المجلس البلدي للمدينة الى انشاء مجمع الصناعة التقليدية، والى دعم القطاع من قبل المجلس الاقليمي،    

ثم هناك الصيد البحري، فمنطقة اربعاء الساحل واكلو، تشكلان موردا هاما في مجال الصيد، بحوالي 74 مركبا للصيد، وحوالي 268 صيادا، اد يصل الانتاج الى 200 طن سنويا، وهي مساهمة مهمة مباشرة للقطاع في تنمية المدينة الإقليم، خاصة انه منخرط في البرنامج الوطني للصيد البحري او المخطط الازرق،                                                                                                               

وعاصمة الاقليم تغتني إيجابا بالثروة المعدنية، من حديد، نحاس، رصاص، زنك، منغنيز، الدهب والفضة، هده الثروة الخام، مصدر للتفكير في التصنيع، وإقامة وحدات صناعية متطورة بالمنطقة، انسجاما طبعا مع الرؤية الوطنية حول القطاع، وهو التحدي المطروح امام الهيئات المحلية والوطنية على حد سواء،   

 وهناك تحد ثان، فالبحث العلمي وان كان غير بعيد عن هذه المدينة الهادئة، فوجود لجامعة                 بالمدينة لاشك سيعطيها رونقا علميا خاصا يعد بمستقبل واعد في انفتاحه على الجنوب، لاسيما في حالة خلق تخصصات وفق الحاجيات و وفق مؤهلات الاقليم والمدينة، ومرة اخرى سيكون للمرافعات ثمارها في استقطاب قطب للتعليم العالي بالمدينة، خاصة في ظل توفر الكفاءات من سلطات محلية، ومنتخبة، وعلى رأسها عامل الاقليم ورئيس المجلس الاقليمي،                                                                                                   

ادن فالمدينة في تنميتها، تجر وراءها جوارها من مراكز جماعية، فاربعاء الساحل،  اكلو، وبونعمان من الغرب وانزي، تيغمي، تفراوت واملن من الجنوب و الشرق،  وغيرها من الجماعات الخمس العشرون المشكلة للإقليم، لها نصيب من المشاريع في مبادرات التنمية، هي اذن نظرة عن كثب لعروس سوسية و إقليمها، قاد القدر لها رجالا لم يذخروا جهدا لتنميتها، فشكرا لكم على تلك الحلة الرائعة التي اضفيتموها على المدينة والإقليم، ونحن نتطلع الى استمرار نفس المقاربة التنموية، ومزيدا من الاوراش للسير بالمدينة الى تنمية فعالة مستدامة.         

بقلم : ابراهيم حميجو                                                                                                 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق