رحلة إلى بلاد الحرمين الشريفين (1) بقلم الاستاذ حسن تلموت

12006318_980939755301436_7456273004011802966_n
في الطائرة
-قبل أسابيع من مغادرتنا إلى “بلاد الحرمين” عرض علينا صاحب وكالة الأسفار التي حججنا ضمن وفدها، الأستاذ “عبد القادر”-وهو بالمناسبة رجل فاضل خلوق جزاه الله خيرا- أن يؤمن لنا الطائرة من مدينة “العيون” إلى “أكادير” ثم من “أكادير إلى “جدة”. لكنه أكد لنا أن هذا المسار لن يتيسر إلا ضمن رحلات “الخطوط الملكية المغربية”. فضلنا حينها ان نتحمل مشقة السفر برا مسافة تزيد على 600 كيلومتر من مدينة العيون إلى مدينة “أكادير” طمعا في السفر عبر “الخطوط السعودية” إلى “جدة”، والتي لا تتيسر إلا من أكادير، ذلك لعدة اعتبارات منها:
*أولا ما ضمنه لفوجنا الأخ الفاضل عبد القادر -صاحب وكالة الأسفار- إذ وعدنا أن أمتعتنا لن تتعرض للوزن حين رجوعنا من مطار المدينة مهما كان حجمها.
* وثانيا: ما أكده لنا كثير ممن الناس من أن “الخطوط السعودية” منضبطة في تواقيت رحلاتها الأمر الذي اعتبرناه مسألة حيوية بالنسبة إلينا.
*وثالثا : ما كنا نظنه -مما نفاه بعض إخواننا حينها- من كون الخطوط السعودية سيكون منسوب العروبة والدين والاخلاق واللباقة في التعامل عاليا ضمن فريق مستخدميها…
خرجنا في وقت مناسب جدا إلى مطار المسيرة بأكادير، ركبنا الطائرة الموعودة، فتفاجأنا بما رأينا، كل طاقم الطائرة (((السعودية))) قد لا يعرف أين تقع هذه”السعودية” أصلا على الخريطة!!!
الخضرة والشقرة وعجمة اللسان كل ذلك يقطع الطائرة طولا وعرضا، ظهر بعد ذلك مضيف ذكر يعرف للعربية مركبا تأكد في الأخير أنه مصري لا سعودي.
تعجبت لهذا الأمر ايما تعجب، خصوصا حين لمسنا شيئا من الغلظة في تعامل المضيفات مع الحجاج، وخصوصا تلك التي لم تفلت فرصة تصرخ فيها في وجه حاج من الحجاج أو تمنعه من المرور إلى المرحاض أو تظهر له احتقارا إلا استغلتها.
وقد نالني من أذاها نصيب حين حاولت منعي من وضع أمتعتي في مكان مخصص لها في الطائرة ، لكني اصررت على انتزاع هذا الحق بأدب في المرة الأولى، لأن ذلك كان أول ما دخلنا إلى الطائرة، لكن حين تكرر منها سوء الأدب مع المغاربة حرصت على أن أشجعهم على عدم قبول المهانة، لأن الذي تبدا لي فيما بعد هو أن سلوك هذه المضيفة كان أقرب إلى السلوك العنصري الأصيل وليس مرده إلى أي مبرر آخر من قبيل الضغط النفسي أو غيره…ومما حملني على هذا الاستنتاج صراخها غير اللبق ولا المؤذب في وجه راكب طلب منها شيئا باللغة الإنجليزية قائلة له :”هل تتكلم الإنجليزية، هل تتكلم ….” لالالا…أن لا أتكلم العربية…”ثم انصرفت تاركة الرجل يتجرع الإهانة مشدوها، يتساءل مع الناس عما قالته هذه “تاروميت” بصراخ غيرمبرر!!!
وقد كانت هذه المضيفة بالنسبة إلي -لكونها الواقفة على خدمة الركاب من جهتي- منبئة عن حال الركاب في الجهات الأخرى مع المضيفات الأخريات، وإن كنت لا أملك أخبارا تؤهلني للتعميم.
لكن المهم بالنسبة إلي هو أن هذه الأحداث، جعلتني أتساءل سؤالا مؤلما: “أليس في السعودية كلها من يقوم على خدمة الطائرة السعودية وضيوفها حتى يوكل إلى أمثال هؤلاء؟؟
سؤال سيجيب عنه الزمن القليل القادم حين نصل إلى مطار جدة، ولن يكون الجواب بأقل إيلاما من السؤال نفسه.
غدا بحول الله “في مطار جدة، وشوارع مكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق