الشاب “مكراوي” (مول الزفت) يدشن لحملة الكترونية لفضح الطرقات المغشوشة

المكراوي

لم يكن اعتقال الشاب عبد الرحمان المكراوي، كبحا لفضح الفساد المستشري داخل الصفقات العمومية، و التي تشوب مئات المشاريع التي تم انجازها عبر مختلف مدن و أقاليم المملكة، و انما تحول الى بداية لحملة الكترونية هدفها فضح كل مشروع عمومي لا يتلاءم و المعايير المتعارف عليها، و مباشرة بعد اعتقال الشاب عبد الرحمان، دخل نشطاء من مختلف مشارب المجتمع المغربي، في تحدي مع ناهبي المال العام، و جعلوا من الطريقة “المكراوية”، مثالا يحتدى به، من أجل التنديد بالفساد، و فضح مال الثروة التي سبق للملك محمد السادس و أن تساءل عنها قبل سنوات.
اعتقال مكراوي، أماط اللثام عن مجموعة من الخروقات التي تعمد المغاربة فضحها من خلال موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، بنفس الطريقة التي اعتمدها الشاب عبد الرحمان، و التي تسببت في اعتقاله، و متابعته في حالة اعتقال، لدى المحكمة الابتدائية لاسفي، في وقت لا يزال ملايين المغاربة، ينتظرون فتح تحقيق في حيثيات و ظروف الصفقة التي انبثقت عنها طريق هشة، استطاع الرجل أن ينزع سطحها بكل سهولة، فظهر في الشريط الذي تم تداوله على أوسع نطاق، و كأنه يقتلع “الجير” من حائط مهترئ.
و يواصل المغاربة، منذ اعتقال عبد الرحمان مكراوي، نشر فيديوهات، توثق لحالة طرق، طالها الغش و تلاعبت فيها أيدي المفسدين، حيث ظهر في احدى الاشرطة المتعلقة بهذه الحملة، رئيس جماعة مولاي عبد الله امغار، بفضح طريق مغشوشة وقام يتوثيق هذا الفضح من خلال تصوير المشهد بالفيديو ووضعه على صفحته الرسمية بالفايسبوك، و ما هو ما يمكن اعتباره سابقة من نوعها في وقت يدعو فيه الالاف النشطاء على فايسبوك الى مزيد من الفيديوهات التي تفضح الفساد و المفسدين.
و يمكن اعتبار هذه الحملة التي يخوضها المغاربة منذ اعتقال مكراوي، بداية لنهج جديد سيتبناه مغاربة الفايسبوك، من أجل ايصال فضائح بعض الادارات العمومية و الهيئات المنتخبة، خصوصا المتموقعة في المناطق النائية، الى الجهات المركزية، و التي لم تبدي الى حدود الساعة، أية ردة فعل باستثناء وزارة التجهيز و النقل، و التي أخلت مسؤوليتها من الفضيحة التي كشف عنها عبد الرحمان مكراوي و أدت الى اعتقاله بعد تكييف تهم نددت بها هيئات حقوقية و فعاليات المجتمع المدني، فيما ظل السيد وزير العدل كالعادة بدون حركة.
و اعتبر عدد من النشطاء في بداية الامر، اعتقال مكراوي، تكميما للافواه، و كبحا للاشخاص الغيورين على الوطن، مؤكدين على أن اي شخص أراد أن يبلغ عن فساد أو نهب للمال العام، سيتردد خوفا من الاعتقال، غير أن ردة فعل مغاربة الفايسبوك جاءت عكسية، و أعلن الالاف منهم عن عزمهم فضح الفساد حتى و ان كلفهم ذلك الاعتقال، هذا و تتواصل حملة فضح الغش في استعمال المال العام الى حدود اللحظة بينما تغيب اخبار عن تقديم أحد المتورطين فيها الى القضاء كما حدث مع مكراوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق