حملة إساءة ضد الفنانة تبعمرانت …

TABA3MRANT

بعد النجاح الكبير الذي عرفته أطوار الورشة الإفتتاحية لبرنامج تعليم اللغة الأمازيغية لفائدة الفاعلين الترابيين والمسؤولين بإقليم تيزنيت التي نظمت يوم السبت الماضي من قبل المجلس الإقليمي لتيزنيت بشراكة وتأطير من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، والنيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية. تعالت مجموعة من الأصوات النشاز التي زاغت عن سرب المشجعين والمشيدين بهذه التجربة الفريدة والمبادرة اللامسبوقة، وحاولت التأثير على نجاحها من خلال التطاول والمزايدة على النائبة البرلمانية فاطمة تبعمرانت ووصفها بالفاشلة في كتابة اسمها بتفيناغ في حين نجح غيرها من غير الناطقين بالأمازيغية في ذلك. ولعل اللبيب يدرك سفه هذا القول وتهافته وبؤس مقاصده، ذلك أن كل إيمازيغن بل والمغاربة أجمعين يعرفون الفنانة تبعمرانت، ويعرفون تاريخها النضالي في سبيل قضية عمرها، تمازيغت.  كما أن كل من يعرف تبعمرانت يعلم بأنها تتقن كتابة وقراءة تفيناغ منذ عقود مضت، وفي مختلف صيغها ك”أفوس ك أوفوس” قبل أن تتم معيرة اللغة من طرف الإيركام. كما أن تبعمرانت بذلت الغالي والنفيس في سبيل الرقي باللغة الأمازيغية واستطاعت بصوتها القوي وكلماتها المؤثرة المحملة بالدلالات أن تصل البيوت وتساهم في توعية النساء والرجال في الجبال والقرى والواحات بحقوقهم اللغوية والإجتماعية والثقافية، في ذات الآن الذي أوصلت فيه صوت هؤلاء للمسؤولين وترافعت عن قضاياهم المختلفة وفي مقدمتها قضية الهوية في تجلياتها الثلاث: الأرض، الإنسان واللغة.

لا يمكن اعتبار الهجوم على تبعمرانت إلا هجوما على الأمازيغية ككل، وهو أمر غير مقبول، ذلك أن صاحبة الرباب الذهبي تعد اليوم رمزا من رموز القضية الأمازيغية، ومحاميا شريفا عن قضية ملايين المغاربة، ولا أحد يجادل في الدور الذي تلعبه تبعمرانت اليوم داخل قبة البرلمان من خلال إثارة مسألة ضرورة التعجيل بتفعيل دسترة الأمازيغية وإخراج قانونها التنظيمي إلى حيز الوجود، ولعل جرأتها في طرح سؤال شفهي باللغة الأمازيغية في إطار جلسة عمومية بالبرلمان، وإصرارها على التصويت في جلسة اختيار رئيس مجلس النواب بواسطة تفيناغ، ليبرزان الدور الترافعي الرمزي الكبير الذي تلعبه تبعمرانت اليوم دفاعا عن الأمازيغية.

ولعل من الوارد أن هناك جهات معينة مازالت لم تستوعب بعد أن اللغة الأمازيغية لغة رسمية بمقتضى الدستور، وبإرادة ملكية وشعبية واسعة. وهي جهات تحاول اليوم تبخيس مختلف المبادرة الرامية إلى تنزيل الأمازيغية منزلتها الجديدة المستحقة بشرعية التاريخ والحاضر، ولعل الإساءة إلى تبعمرانت واتهامها بفشلها في التمكن من لغتها الأمر ليُظهر بجلاء دناءة فكر هواة الإصطياد في الماء العكر، وأعداء القضية، وأصحاب الفكر العدمي التبخيسي. ولهم يمكن أن نقول  بأنه في عروق تبعمرانت تلك المرأة الأمازيغية الأبية المناضلة تجري دماء تختلط بحروف تفيناغ وبحب تمازيغت وبعشق الأرض والوطن.

لحسن السعدي، تافراوت

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عجيب من أين تخرجت تبعمرانت، حتى تتقن العربية والأمازيغية، وإذا كان ما جاء لوحتكم الإشهارية هذه لتباعمرانت صحيحا، فالصورة تكذب ذلك ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق