من تيزنيـت : عمال الإنعاش الوطني والمياومين … يقاومون الموت. بقلم محمد بن الحسن

 

ben lahcen

شعـــــــــــــــــــــــارهم : ” يقولون الاشتغال بدون حقوق…ونحن نقول الخروج من أجل المطالبة بالحقوق “

من مدينة تيزنيت تعالت صيحات عمال الإنعاش الوطني  والمياومين، مطالبين بأبسط الحقوق التي بدونها لا تتحقق إنسانيتهم، ألا وهو العيش الكريم الذي افتقدته هذه الفئة منذ ولوجها هذه المهنة التي صراحة لا توفر لهم أبسط ظروف العيش، بحيث يتعرضون ليل نهار للاستغلال ولا أحد يحرك ساكنا لأنه يعلم مسبقا أنه بمجرد المطالبة بالحق المشروع سيتعرض للطرد، هذا كله  موازاة  مع التهميش والفقر الذي تعيشه هذه الفئة في صمت …

 وكل هذه المعانات قادت عمال الإنعاش في مدينة تيزنيت للخروج من أجل إيصال صوتهم للمسؤولين في المدينة، وقاموا بإعتصامات  أمام الجماعة الحضرية  وتلاه مبيت ليلي وتلته مجموعة من الأشكال النضالية، ومازالت مستمرة حتى تحقيق جميع مطالبهم …

ولقيت أشكالهم النضالية تضامنا كبيرا من كثير من الفعاليات بالمدينة … لكن وكالعادة الجماعة الحضرية نهجت في حقهم سياسة الأذان الصماء، بحيث لم تستجب لمتطلباتهم وإن استمعت لشكواهم، و هذا ليس بالشيء الجديد علينا فالأذان الصاغية تكون لحاملي المشاريع وأصحاب الصيت والأغنياء أما الفقراء والطبقات الكادحة في هذا الوطن الحبيب ليس لهم إلا التنكيل والتهميش والاحتقار .

وقد سقت في هذا المقال بنموذج  حي، يتمثل في عامل الإنعاش ”أحمد عابد”  من مواليد 1975 يعول أسرة تتكون من 8 أفراد، عامل في الإنعاش الوطني منذ سنة 2009 يكتري شقة صغيرة بالمدينة القديمة، وبالضبط بحي إداكفا قرب باب المعدر.

و بعد حديث معه قال :

والله إني أعاني الأمرين، بالله عليهم هل 1670 درهم في الشهر تستطيع أن تعول بها أسرة  بالإضافة إلى مصاريف الكراء والماء والكهرباء ؟

وأضاف قائلا : هذه الأجرة غير كفيلة أن تعيل شخصا واحدا كيف بأن تعيل أسرة بأكملها.

واسترسل يطرح تساؤلات لا وجود لأجوبتها إلا في بروتوكول مدونة الشغل، أما في أرض الواقع فلا يوجد إلا الاستغلال ومزيد من الاستغلال.

كلها أسئلة يطرحها أحمد عابد راجيا أن يجد لها أذانا صاغية وقلوبا رحيمة تنظر من حاله.

وهذا فقط نموذج بسيط وما خفي أعظم.

ومن هذا المنبر، وبصفتي مواطن و فاعل جمعوي بالمدينة، أعلن تضامني المبدئي واللامشروط  مع عمال الإنعاش الوطني والمياومين  في معركتهم النضالية.

وأطالب السلطة الوصية بالتسوية المادية و الإدارية لفئة عمال الإنعاش والمياومين بما يضمن كرامتهم وحقهم في العيش الكريم.

وما ضاع حق وراءه طالب . . . وما لا يتحقق بالنضال يتحقق بمزيد من النضال.

 

والســــــــــــــــــــــــــلام.

محمد بن الحسن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اخي الكريم كما قلت ماخفي كان اعظم فهناك من قضى 15 سنة من العمل داخل الادارة يعمل بكد وجهد مثله مثل باقي الموظفين الاخرين ناهيك الاستغلال والاحتقار وما الى غير دلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق