لا تستغربوا فأحد أعضاء مجلس جماعة تيوغزة إقليم سيدي إفني يدعي أنه لا ينطق عن الهوى.

تيوغزة

في سابقة خطيرة من الناحية الدينية والشرعية زعم أحد الأعضاء بمجلس جماعة تيوغزة إقليم سيدي إفني من خلال توضيح نشره بموقع تغيرت نيوز بتاريخ 24 يونيو  2016 ردا على بيان حقيقة للمكتب المسير لذات الجماعة  أنه لا ينطق عن الهوى  وإليكم مقتطف من كلامه:(أولا: العضو الجماعي “عمر الهرواشي” لا ينطق عن الهوى.) بمعنى أن كلامه معصوم من الخطأ فيما يبلغه إلى الناس ، وفي هذا تشبيه بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام،حيث وصل به الأمر بهذه الصفة التي خولها لنفسه أن ما يقوله من كلام وما يصدر عنه من أحكام  لا يأتيها الباطل ،وهذا أمر يخل بعقيدة المسلم ولعياذ بالله،فلا يمكن أن يغتر الإنسان برأيه واجتهاده بأنه لا يحتمل الخطأ ،فهذا لا يجوز شرعا خصوصا إذا استحضرنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(فإنك لا تدري) مخاطبا بذلك الصحابة وهم أقرب الناس إلى العلم والإصابة ،لأنهم يتلقون عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فما بالك من الإنسان العادي الذي يدعي أنه لا ينطق إلا الكلام الصائب بينما يعتبر كلام الغير عبارة عن هرطقة وخرافة.فالخير للمرء أن يقيد لسانه ولا يطلق له العِنان في كل شيء، فقد ورد في الحديث الشريف قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي وغيره من حديث معاذ.

قال الإمام الشافعي في زمانه:(رأيي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) فليت صاحبنا اليوم يفطن ويعي هذه المقولة جيدا عند الاختلاف في الآراء..أكرر يعيها بدلا من الاكتفاء بقراءتها فقط دون فهم، لو وعى لحظة أن رأيه صواب يحتمل الخطأ،لما اتهم أبدا من يختلف معه، ولما أساء الظن به ولما تدخل في نيته بسوء قط،،لكن لو قالها دون وعي ،سيتهم من يخالفه ويسيئ الظن به ويتدخل في نيته،وهو بهذا يقر في قرارة عقله أن رأيه صواب مائة با لمائة ورأي غيره خطأ ومجرد هرطقة..لكنه معذور لأنه يجهل هذا الفرق،لذا أردنا أن ننبهه والجهل ليس عيبا ،عله يتراجع عن غيه وكبريائه المرضي لينهال من مثل هذه الحكم التي يزخر بها تراثنا الإسلامي،وأن لا يزكي نفسه بهذه الدرجة التي نسب فيها لنفسه صفة من صفات الأنبياء،ويتشجع على الاعتذار، فهذه ميزة أخرى تضاف لشخصيته وليست عيباً.رغم أن شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين،مما يدفعه بالتعويض لهذا النقص بشتى الطرق،والشعور بالنقص هو شعور داخليترى صاحبه دائم البحث عن الاهتمام والإثارة والنقد، ولفت الانتباه،يتحدث عن نفسه كثيرا وتكثر كلمة أنا- في حديثه تجده دائما يتكلم عن إنجازاته وفي المقابل يعمل على تبخيس عمل الآخرين بدون أن يسأل عنها..يهوى مقارنة نفسه بالآخرين واثبات أنه الأفضل دوما،لا يتحمل أن يكون مخطئا أبدا،ودائما يتحدث على أنه نال اعجاب فلان وعلان،والملاحظ أن المصاب بمثل هذه العقد يعاني من الفراغ وضيق الأفق وكثرة الانشغال بالذات والتفكير فيها كما لو كانت محور الكون.فقد ملت وسئمت ساكنة الجماعة من نقده المغرض والهدام حيث يستغل كل عمل أو انجاز من أجل النيل ممن قام به،وتجريحه والتشفي منه ورميه بما ليس فيه ،مع عدم الاهتمام بطرح البدائل والمشاركة في تفعيلها عبر ملفات تنموية متكاملة ،وهذا هو المطلوب من كل عضو يتحمل مسؤولية الشأن المحلي وليس السياسة الغوغائية لاستغلال مشاعر الناس لأغراض دنيئة .وللتوضيح فيما يتعلق بالمغالطات الواردة في مقال من لا ينطق عن الهوى نشير إلى ما يلي:

فيما يتعلق  بتسمية المستشار من الناحية اللغوية فهو اسم المفعول لفعل استشار- وفي الاصطلاح هو الذي يستشار معه في الأمور السياسية أو المالية أو القانونية أوغيرها ،ومثل هذه الكلمات تصنف لدى اللغويين بالمشترك اللفظي ،إذ السياق العام الذي وظفت فيه هو الذي يحدد معناها،وعلى مستوى الجماعة فالمجلس مكون من الأعضاء مع اقترانهم بمهمات حسب الهيكلة التي تم التصويت عليها أثناء تكوينه ،لذلك فالرئيس عضو والنائب عضو والمستشار عضو وكلهم من مكونات المجلس الجماعي ،فأين وجه الغرابة في هذه التسمية يا من ينفي عن نفسه صفة مستشار بالجماعة؟ونحن أصلا نتحدث عن أمور المجلس الجماعي كسياق عام للبيان وليس عن إقحامك  لهذه التسمية في سياقات أخرى بعيد عن محتوى البيان للخلط بين المحكمة والجماعة أو قطاعات أخرى.

2-بالنسبة للبيان تقول بأن المكتب يجهل ثقافة البيانات ونصبت نفسك كعادتك على إثر العقدة المرضية التي نتمنى من الله أن يشفيك منها أستاذا لتعلمنا أبجديات إعداد البيانات والعرائض،في حين أنك الجاهل بمثل هذه الأمور،فالبيان المذكور قد وقعه أعضاء المكتب أولا باعتبارهم الفئة المستهدفة من مقالك الزائف ثم بعد ذلك وقعه الأعضاء الآخرون لكونهم يدعمون ويساندون ما جاء في محتواه بعد الاطلاع عليه لاشتراكهم مع أعضاء المكتب المسير في نفس المبادئ والأهداف،كما أنهم مستهدفون في وصفك لهم بالأغلبية الهشة، وإن كنت لا تعلم فكل البيانات الصادرة من مختلف الهيئات تكون مدعمة بتوقيعات المساندين بعد موافقتهم على صياغته ولو لم تكن لهم علاقة مباشرة بمحتواه. أما ما يتعلق باقتران التوقيعات بنص البيان فلعلمك فمضمون البيان في صفحة والتوقيعات في الصفحة الأخرى من نفس الورقة،وليس في لائحة منفصلة كما تدعي لتغليط الرأي العام،فالمواقع التي بعث لها المقال على شكل صورة لكل صفحة اكتفت بنشر صفحة التوقيعات المصورة بينما مضمون البيان نشرته بصيغة الووردword

وفي الأخير ننصح السيد المستشار بالتواضع كصفة حميدة وخصلةٌ كريمةٌ ينال بها العبد بعد رضا الله رضا الناس عنه، فالمتواضع يحبه الناس ويألفونه ويطمئنون إليه، والتواضع حقيقته ترك التعالي والتكبر على الناس وينظر إليهم نظرة الاحترام والتقدير وإن تفاوتت المنازل من غنىً إلى فقر أو من علم إلى جهل أو غير ذلك، هو ينظر إليهم مهما كانت الفوارق في الجاه أو في المنزلة أو في المكانة الاجتماعية أو العلمية كل هذه الأمور لا تُذهب التواضع عنه بل تأصله في نفسه.

ودعك من تقمص دور الأستاذية في كل شيئ ،فقد تعلم شيئا وتغيب عنك أشياء ولا تدعي ما ليس بإمكان البشر لأنك في آخر المطاف تخطئ وتصيب.

                          عن المكتب المسير لجماعة تيوغزة :27يونيو2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق