يوميات صيفية من تيزنيت (4) بقلم ابراهيم الكابوس

IMG-20160727-WA0003

اختتم يوم أمس المعرض الوطني لتنمية المراعي بسهرة فنية عنوانها البارز الحموضة و المرض. فالكوميدي باسو ثقب الورقة مع الجمهور بتيزنيت من خلال العبارات التي تفوه بها و التي لا تليق بمستوى هذا الفنان الشاب الذي نحبه ونتمنى ان تكون فقط كبوة حصان و ليست مقصودة. اما حاتم ادار الذي انتظره الجمهور كثيرا فقد غادر قبل الاوان نظرا لوعكة صحية المت به. الله يشافي.
الغرض من تدوينة اليوم هو التساؤل المنطقي و البديهي الذي يجب طرحه : ماذا استفادت تيزنيت ؟ ما تقييم المنظمين للمعرض؟
اعتقد جازما ان تيزنيت لم تستفد الا النزر اليسير من كل هذه البهرجة. فاللوجيستيك كله قدم من خارج تيزنيت و شركة الحراسة ايضا، هذا من جهة وكذلك الفنانون فلم يتم اعطاء حق المشاركة الا لمجموعة فنية واحدة و كان تيزنيت لا تلد الفنانين. لماذا لا نعطي الفرصة للشباب الموهوب بتيزنيت عوض جلب فنانين من مدن اخرى باثمنة خيالية ام انكم تلتزمون بفكرة مغني الحي لا يطرب.
تيزنيت لم تستفد من المعرض لانها لم تكن ضمن حسابات المنظمين و تصريح رئيس جماعة المعدر الكبير خير دليل. السيد لم يشاوره احد نهائيا حسب قوله. ثم ان الاهمية البالغة اعطيت للانشطة التجارية و السهرات الفنية فيما تم تقزيم دور الندوات و العروض و الورشات.
سيقول البعض ان الاستفادة لا تكون دوما مادية و انما معنوية. اي منطق هذا ” شي ياكل الشواء و شي يبات بلا عشاء”. على الاقل ان يستفيد شباب المدينة على غرار شباب المدن الاخرى. فهل سبق ان رايتم مهرجانا يستضيف فنانين و شباب من تيزنيت و يهمش شباب مدينتهم. اتمنى ان يكون الجواب بالنفي.
شباب تيزنيت اعيته الوعود الكاذبة و المخططات الفاشلة فاصبح الافق امامه مسدودا. كفى من اعتبار مدينة تيزنيت مدينة الفلوس والناس لاباس عليها. ليس كل ناس تيزنيت اغنياء و ليس ببناء المنازل يقاس غنى مدينة معينة. فكم من منازل فاخرة يسكنها فقراء.
حتما سيهاجمني البعض مجددا بدعوى ماشي شغلك و ما الى ذلك. لكن ذلك يعني ان ما اقول يساير الصواب. ثم انه بعد تنظيم اي نشاط كيفما كان نوعه لابد من جلسة تقييم و مكاشفة للوقوف على الاخطاء و نقط الضعف لتجاوزها ثم لمعرفة مواطن قوة التنظيم للحفاظ عليها و تقويتها. لماذا لا يتم اصدار بيانات بعد نهاية مهرجانات المدينة نبين فيها للراي العام كل حيثيات التنظيم و ميزانيته و كيف صرفت ؟ ايوا هذه هي الشفافية التي نعرفها. ام ان مسألة الفلوس تخافون من مناقشتها لان الي فراس الجمل فراس الجمال كما يقال.
الاكيد اليوم ان الساكنة كما قال احدهم في رده على احد منشوراتي: ” فوجات و نسيت هموم الروتين” و كاننا في بكين او لندن. ولكنها لن تنسى كل اللذين سرقوا احلامها في عيش كريم و مستقبل زاهر لاطفالها. الاكيد اليوم ان شوارع تيزنيت ستستريح شيئا ما قبل ان تعاود ضجيجها و ازدحامها يوم الخميس المقبل. سيتعارك المخمورون مجددا، سيتحرش المرضى بالقاصرات ، سيعتقل المجرمون ، سيغني من يغني و يرقص من يرقص ، ستتم الصفقات بعيدا عن اعين الجميع ، سيتهافت البعض للحصول على بادج او براسلي له و ل اللي عزيز عليه، سيجلبون لكم ما تطلبون من المغنين فقط من اجل راحتكم، جيوشكم لها وزن فقط عندما تطالبون بجلب فنان و لا احد ينصت لها حين يتعلق الامر بمطالب اجتماعية اساسية، ستتزاحمون لالتقاط صور وسيلفيات مريعة في اروقة معارضهم، ستصطفون امام الفنادق تحسبا لظهور فنانيهم، وفي اخر المطاف عندما ينتهي كل شيء ستصابون بخيبة أمل مثل السنوات الماضية.
ستمر المهرجانات وا لسهرات وكل مخططاتهم ، و ستبقى تيزنيت ترزح تحت وطأة الفقر و التهميش وانسداد الافق. وبعد كل هذا و ذاك سياتي موسم الانتخابات ليستخلصوا منكم المتعة الصيفية المجانية باصوات ذهبية تضعونها في الصناديق لترهنوا مستقبل مدينتكم في ايادي اناس يتقنون تنظيم مهرجانات لكم كل سنة.
كل مهرجان و انتم بالف خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق