يوميات صيفية من تيزنيت(14): مهرجان العطش قريبا!!!!!! بقلم : ابراهيم الكابوس

IMG-20160812-WA0004

استفاق سكان بعض الأحياء بمدينة تيزنيت اواسط الاسبوع الجاري على وقع انقطاع الماء الصالح للشرب و الكهرباء بدون اشعار مسبق. انقطاع صاحبه ما صاحبه من إتلاف للأجهزة المنزلية بسبب العودة المفاجئة للتيار الكهربائي. فمن يتحمل اذن المسؤولية.؟
غير ان الخطير والذي ينذر بكارثة لا قدر الله، والسنة سنة جافة بامتياز، هو انقطاع الماء وقد لوحظ ضعف الصبيب رغم عودة المياه الى صنابير المواطنين الذين يستفيدون من الربط بهذه المادة الحيوية ، اما المغضوب عليهم في الاحياء الملتحقة بالمجال الحضري فلا يستفيدون أصلا من هذه المادة الحيوية الا بالتناوب على سقاية الحي.
مدينة تيزنيت تتزود بكامل احتياجاتها المائية من سد يوسف بن تاشفين الذي يزود مناطق أخرى كذلك. ومن المعلوم ان حقينة هذا السد قد تراجعت كثيرا هذه السنة بسبب نقص التساقطات المطرية و الاستهلاك المفرط للماء بالمنازل و السقي. كل هده العوامل تدعونا الى التفكير في الحلول قبل ان تقع المشكلة الكبيرة كما وقع قبل سنوات واضطر الجميع الى انتظار شاحنات المياه كل يوم مع كل ما يولده ذلك من عدم استقرار نفسي. مجالسنا المنتخبة و مسؤولونا القطاعيون لا يملكون نظرة استباقية لمشاكل الساكنة بل ينتظرون حدوث الأسوء ليشرعوا بعد ذلك في تحميل المسؤولية لبعضهم البعض.
وها هي مدينة تافراوت القريبة منا تعاني الويلات اياما بعد انتهاء مهرجانها السنوي. فقد عممت المصالح المحلية المكلفة بقطاع الماء بلاغا غريبا توزع فيه الماء لثلاثة ايام فقط لكل قطاع من القطاعات الثلاثة بتافراوت. ما يعني ان اسرة معينة ستحصل على المياه لثلاثة ايام و تبقى بدونه لستة ايام و هكذا. فكيف يعقل أن تبقى بدون مياه لأسبوع ، حتما الساكنة ستتمنى لو خصصت ميزانية المهرجان لحفر آبار تقيها شر العطش في عز الصيف الحار.
وها هي البلدة السياحية ميراللفت ايضا تعاني ككل سنة من انقطاع الماء في عز الموسم السياحي. مشكل يتكرر كل سنة و لا حل في الافق الى اليوم. مئات الالاف من السياح من كل المدن و من خارج الوطن و لا نوفر لهم الماء رغم كل ما يجلبونه من رواج اقتصادي للمنطقة. أكيد ليس هكذا سنتمكن من ربح وفاء وعودة هؤلاء الزوار.
ان العمل على تأمين المياه الصالحة للشرب و الكهرباء و الصرف الصحي يعتبر من اولى الاولويات لدى المسؤولين و المنتخبين و جمعيات المجتمع المدني. فبدل انتظار الصيف للرقص و السهرات ، لماذا لا تفكرون و تبدعون مشاريع قد تشعرون الساكنة بها انكم منهم و تفكرون فيهم؟ لماذا لا تقدمون مشاريع في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ ام انكم تعرفون مسبقا صرامة شروطها ولاتستطيعون نهب اعتماداتها.
انها و للاسف الشديد مهرجانات العطش التي لن يمظمها احد ولن تعقد فيها ندوات صحفية ، ولن يتزاحم فيها البعض لالتقاط الصور. بل البسطاء هم من يؤدون الثمن غاليا لانهم لا يملكون القدرة على شراء المياه المعدنية . مهرجاناتكم ليست كمهرجاناتنا. مهرجانات تنتهي لتعقبها أزمات و مصائب لا قبل للناس بها. اتقوا الله في عباد الله و اوقفوا عنا مهازلكم والا فمن يعلم بعد مهرجانات العطش قد تأتي ايضا مهرجانات الجوع وأشياء اخرى.
مجرد عطش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق