يوميات صيفية من تيزنيت(16): تيزنيت المتميزة!!!!! ؟؟!! بقلم ابراهيم الكابوس

IMG-20160818-WA0012
ان تميز مدينة معينة لا يصنعه الموقع الجغرافي وحده. و لا يبنى على عدد الماثر التاريخية بالمدينة و إنما تميز مدينة يصنعه و يبنيه ناسها و مجتمعها و مؤسساتها. مدينة تيزنيت لا تحيد عن هذه القاعدة فهي متميزة ايما تمييز حتى اصبح يضرب بها المثل في جميع المجالات.

تيزنيت تلك المدينة الصغيرة والمتناقضة. الداخل اليها مفتون و الخارج منها مفلس. اقتصاديا لا يمكن ان تفهم المتحكمين في دوالب القرارات بهذه المدينة. فجل المشاريع المدرة للارباح في يد نفس الأشخاص.
ادارات تيزنيت اكل الدهر و شرب على العديد منها . معاناة المواطن مستمرة لقضاء أبسط الحاجيات. فقد يستغرق منك اخد وثيقة بسيطة اياما معدودة بدون سبب مقنع. وقد جرجرونك أياما معدودة دون أخدها.
مستشفى تيزنيت، قد يتطلب منك ولوجه لزيارة مريض أو قضاء احد الاغراض ، الدخول في حرب مع رجال الحراسة. واذا قدر لك و فرض عليك الاستشفاء بهذه المؤسسة فتوقع جميع أصناف الإهانات اللفظية و المعنوية و الجيبية ايضا. والعجب العجاب هو ان يحتل المرتبة الثانية وطنيا من ناحية الجودة. الله أودي. هل تتحدثون عن المستشفى الذي نعرفه أم مستشفى لا نراه في الواقع.
مدارس تيزنيت بثانوياتها واعدادياتها و ابتداءياتها خاصها و عامها تعرف من الظواهر ما يندى له الجبين. ففي القطاع العمومي، اقسام المؤسسات مكتضة بشباب غالبيتهم لا يعرفون لماذا هم هناك. مجرد عادة يقومون بها يوميا مرغمين. الاكتضاض بلغ مستويات قياسية. اما المسؤولون عن القطاع فحدث و لا حرج. مكاتبهم المكيفة تقيهم شر التفكير و إبداع الحلول و أجمل ما يتقنون هو التجوال أثناء فترات الامتحانات مدعيين محاربة الغش. حاربوا غشكم في تأدية الواجب، لا تلجون مكاتبكم الا متأخرين و تغادرونها قبل الأوان مستفيدين من سيارات الخدمة و التعويضات.
اما رجال السياسة في هذه المدينة، فباستثناء بعض الأسماء المعدودة على رؤوس الاصابيع، فان البقية الباقية مجرد كراكيز يتم التحكم فيها عن بعد بحثا عن أصوات هنا و هناك. فتجدهم يغيرون الالوان السياسية كما يغيرون ملابسهم. المهم بالنسبة لهم المقاعد و قليل من المال. اما الباقي فمجرد كلام في كلام لاستغباء المواطنين.
أحياء تيزنيت بقديمها و حديثها و حتى الملتحقة حديثا، كلها تئن تحت وطئة التهميش و الاقصاء. فأزقة المدينة العتيقة لا زالت تعاني ويلات عدم تهيئتها و توفير البنيات التحتية اما خارج الأسوار فحديث آخر. مجمل التجزءات السكنية لم تكن تلتزم بدفاتر التحملات أثناء التجهيز ما خلق احياءا ناقصة التجهيز توجب تهييئها مجددا. اما الحياء الملتحقة بالمجال الحضري حديثا، فوضعيتها كارثية جدا، ساكنة لا تتوفر على شروط العيش الكريم ، لا تتوفر على الكهرباء و الماء الشروب، لا تتوفر على الطرقات. ينقصها كل شيء لكنها تؤدي ضرائبها في الاجال المحددة.
تيزنيت أخلفت مواعيد عديدة مع التميز. فأين هي النواة الجامعية التي نسمع عنها منذ سنوات. أين هي المراكز التجارية والمساحات الكبرى على غرار المدن الامرى. ألا يستحق سكان تيزنيت اسواقا ممتازة كمرجان و بيم و آخرون تنجيهم من جشع التجار الكبار بتيزنيت؟ أين هي المصانع التي ما ان يلوح احدها في الافق حتى تسارع لوبيات العقار و المال لابعادها بعيدا عن المدينة؟اين فضاءات الترفيه و المتعة لاطفالنا الصغار؟ الا يستحقون اللعب مثل باقي الصغار. اين المنتزهات؟ فحتى الغابة الشهيرة بطريق اكلو اشبه بسجن كبير دون حراسة . اين السينما التي اغلقتموها للابد؟ أين ؟ و أين ؟ و اين؟؟؟؟؟؟
تيزنيت المتميزة قديما تحتاج لعقليات متميزة و مبدعة لاعادة مجد المدينة لسابق عهده عندما كانت تيزنيت يضرب بها المثل في التعدد و الانفتاح وكل شيء جميل و راق.
مجرد تساؤلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق